- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عُنصرية الشّرطة المؤسّسيّة ليست مجرّد عدد قليل من التفاح الفاسد
(مترجم)
الخبر:
يتّهم تقرير رسمي الشّرطة بإساءة استخدام سلطتها على نطاق واسع في تفتيش الأطفال، مع احتمال أن يتمّ اختيار الأطفال السّود 11 مرة أكثر من أقرانهم البيض من قبل الضّباط لهذه المحنة.
ووجدت الدراسة أن الشرطة لم تتّبع القواعد في أكثر من نصف عمليات التفتيش بالتعرية، وهو ما يرقى إلى "عدم الامتثال على نطاق واسع"، وفي نصف جميع عمليات البحث لم يتمّ العثور على شيء.
وقالت مفوّضة الأطفال في إنجلترا، راشيل دي سوزا: "لدي مخاوف شديدة من عدم التناسب العرقي الموضّح في هذه الأرقام، وإزاء الافتقار إلى الحماية المناسبة للأطفال خلال ما يكون غالباً تجربة مؤلمة ومهينة".
وأضافت دي سوزا: "في جميع أنحاء إنجلترا وويلز، تقوم الشرطة بتفتيش الأطفال عراة كجزء من عمليات التوقيف والتفتيش، وهناك أدلة على ممارسة مقلقة للغاية. تتضمّن النتائج التي توصلت إليها أدلة على عدم امتثال واسع النطاق للإجراءات الوقائية القانونية المعمول بها لحماية الأطفال، بما في ذلك عدم وجود بالغين مناسبين في أكثر من نصف عمليات التفتيش، وعمليات التفتيش العاري التي يتمّ إجراؤها في المدارس ومركبات الشرطة وأمام الرأي العام.
وتأتي هذه الأرقام بعد التقرير الذي قدمته البارونة كيسي الأسبوع الماضي إلى شرطة العاصمة، والذي قال إنّ مجتمعات السّود في لندن "مُفرطة في المراقبة والحماية". (الجارديان)
التعليق:
لفترة طويلة، كان العُذر المقدّم عند اكتشاف الفساد هو أن القليل من التفاح الفاسد يفسد المجموعة، كما لو أن المشكلة ترجع إلى الفساد الفردي لعدد قليل من الأفراد. لكن، من الواضح، على الرّغم من إنكار كبار ضباط الشرطة في بريطانيا، أن قوة الشرطة ككل، إلى جانب العديد من المؤسسات الوطنية الأخرى، عنصرية حتى النخاع.
كيف يمكن أن توجد مثل هذه القيم غير الملائمة داخل المؤسسة نفسها التي من المفترض أن تُحقق وتمنع الجرائم ذات الدوافع العنصرية؟ الجواب هو أن العنصرية ليست خاصة بقوات الشرطة، ولكنها بالأحرى متجذرة بعمق في القيم العلمانية لبريطانيا، والسياسات الحكومية، والتغطية الإعلامية للعرقيات الصغيرة. في الواقع، أوصت مراجعة حكومية مؤخرا لسياسة المنع الفاشلة بأن يركّز الضباط بدرجة أقل على التطرف اليميني المتنامي للشباب، حتى يتمكنوا من قضاء المزيد من الوقت والموارد لمنع المسلمين من التقيد بأحكام دينهم أكثر من اللازم. بمعنى آخر، يجب التسامح مع العنصرية، لكن لا يمكن التسامح مع الإسلام على الإطلاق.
ازدواجية المعايير موجودة في الحمض النووي للعلمانية التي أساسها تسوية ضحلة بين فكرتين متعارضتين. الصّواب والخطأ لا مكان لهما في المجتمع العلماني، فقط الراحة والمصلحة الذاتية هما الأمران المهمان.
يرجى قراءة المقالة التالية للحصول على مزيد من المعلومات حول علاقة بريطانيا بالعنصرية: Britain’s Legacy of Racism.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا