- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة الرأسمالية والديمقراطية
الخبر:
شارك مئات الآلاف اليوم الثلاثاء في مظاهرات جديدة بفرنسا في اليوم العاشر من الاحتجاج على قانون التقاعد الجديد، وتخللت المظاهرات صدامات بمدن عدة، في حين نشرت الحكومة أعدادا غير مسبوقة من قوات الأمن وحذرت من اللجوء إلى العنف.
وقالت النقابات الفرنسية إن عدد المتظاهرين اليوم الثلاثاء في عموم فرنسا يقدر بنحو مليونين، فيما أعلنت الشرطة أن 750 ألفا فقط شاركوا في المظاهرات بينهم 93 ألفا في باريس.
وشهد اليوم العاشر من التظاهرات ضدّ إصلاح النظام التقاعدي في فرنسا الثلاثاء صدامات بين الشرطة ومئات المحتجّين، في ظلّ تصاعد التوتّر في البلاد مع وصول الحوار بين حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون والنقابات إلى طريق مسدود. (الجزيرة نت).
التعليق:
لم تتوقف المظاهرات في فرنسا من سنوات، بدءاً من السترات الصفر وليس انتهاءً بما نشهده اليوم، وتتزايد أعداد المتظاهرين باستمرار، أفلا يقتضي هذا الواقعُ إعادةَ النظر في النظام الرأسمالي، وفي كذبتهم الكبرى التي صدّقوها وسمَّوها ديمقراطية؟
إذا كانت كل هذه الأعداد، والتي وُصِفت بأنها تقارب المليونين - حسب إحصائيات النقابات - ترفض ما تقوم به الحكومة والدولة والبرلمان، فحُقّ لسائل أن يسأل: هذه الدولة والحكومة والبرلمان يمثّلون مَنْ؟ أم أنهم ما زالوا يدّعون أنّ من حق المعارضة أن تعبّر عن رأيها؟ حتى لو كانت المعارضة تشكّل عدداً كبيراً من الناس في الدولة؟
هذه بعض من أشواك النظام الرأسمالي، وبعض من الثمار الفَجّة للديمقراطية، النظام الذي يحمي مصالح الرأسماليين من حكام وأعوانهم، ومن مالكي الشركات الرأسمالية الكبرى، النظام الذي ترك للإنسان باسم الحرية أنْ يحددَ غايته في الحياة، وأنْ يضعَ مُثُلَه العليا، ويرسم وجهة نظره في الحياة، فإن لم تتحققْ له الرفاهية ثار وغضب.. فهل تحلم أن تعود دول أوروبا إلى ما كانت عليه قبل الحرب الروسية الأوكرانية من رفاهية وترف؟
ألا ليت الناس يعلمون أن أسّ مصيبتهم يكمن في هذا النظام الرأسمالي، وتلك الكذبة التي صدّقوها وسمّوها ديمقراطية، وأنّه لا خلاص لهم مما هم فيه إلا بنظام الله تعالى؛ إنه الإسلام الضامن لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكّن له في الأرض في دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن