- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السفارات الأجنبية رأس الحربة للاستعمار الجديد
الخبر:
طلبت تشاد من السفير الألماني مغادرة البلاد، مبررة ذلك بعدم احترامه الأعراف الدبلوماسية، وقد أكدت مصادر أن الأمر يتعلق بتصريحاته حول تأخر الانتقال للحكم المدني، وقد قالت حكومة تشاد في بيانها إنها أمرت السفير الألماني بان كريستيان غوردون بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة بسبب سلوكه الفظ وعدم احترامه الأعراف الدبلوماسية، وكتبت وزارة الإعلام التشادية على تويتر في وقت متأخر من ليلة الجمعة "قرار الحكومة هذا مدفوع بالموقف الذي يفتقر للكياسة، وعدم احترام الأعراف الدبلوماسية".
التعليق:
إن موقف الحكومة التشادية هذا يأتي في إطار سلسلة من الإجراءات المشابهة التي اتخذتها كل من دولة أفريقيا الوسطى، وبوركينافاسو، ومن قبل حكومة مالي ضد القوات والسفراء الفرنسيين في بلادها، وقد طلبت منهم مغادرة البلاد. إن هذه المواقف تعكس شعور الغضب لدى عامة أهل هذه الدول من السلوك المتعجرف والتدخل السافر في شؤون بلادهم من سفراء وقوات هذه الدول الاستعمارية، وهو شعور عام لدى كل الدول المسماة دول العالم الثالث، لا سيما الشعوب الأفريقية.
ومع كل هذا الغضب لدى الشعوب والرافض بقوة لهذه التدخلات، فإننا نجد الأمر معكوساً تماماً لدى حكام السودان، ولدى كثير من الأحزاب الذين جعلوا من السفارات كعبتهم التي يطوفون حولها ويتضرعون إليها، وسلموا أمر البلاد والعباد لهؤلاء السفراء، وذلك بحجة المساعدة في إيجاد مخرج للوضع السياسي المأزوم في السودان، وما ذلك إلا لهوان الحكام العسكريين من جانب، وتهافت بعض الأحزاب السياسية على السلطة من جانب آخر.
إن هؤلاء السفراء هم رأس الحربة في تنفيذ سياسات الدول الاستعمارية، فهي متخصصة في التجسس وإثارة الفتن، ونهب الثروات، فطردهم إنما يمثل فقط الخطوة الأولى من خطوات التحرر من ربقتهم، وعليه، وهم خارجون من بلادنا أن يحملوا معهم نظامهم الجائر الذي أفقر البلاد والعباد، وخيراً فعلوا إن حملوا معهم عملاءهم، فنحن في غنى تام عنهم وعن نظامهم وعن عملائهم. إننا نملك نظاماً مقطوعاً بصحته وبصلاحه، أنزله العليم الخبير من فوق سبع سماوات، نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأمتنا الإسلامية حبلى بأبنائها الأتقياء الأنقياء القادرين على حكم البلاد وتنفيذ نظام رب العالمين، وإخراج البلاد من الظلم إلى العدل، ومن التخلف إلى النهضة، ومن غضب الله إلى مرضاته، وإخراج الناس من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – ولاية السودان