- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام الدولي يخذل السودان ويعاقب أهله
الخبر:
أثارت صحيفتا وول ستريت جورنال وواشنطن بوست الأمريكيتان تساؤلات عن سبب إجلاء واشنطن السريع لموظّفيها الأمريكيين من السودان وتخلّيها عن الأمريكيين السودانيين، وحاولتا تفسير ما حدث، فقالت وول ستريت جورنال إن تأزم الوضع السريع في السودان بخاصة في الخرطوم في حرب شاملة فاجأ العديد من السفارات، بما فيها البعثة الأمريكية التي لم تصدر نصائح للأمريكيين بالاستعداد لمغادرة البلاد قبل بدء القتال في 15 نيسان/أبريل الجاري، وتسعى دول عدّة لإجلاء مواطنيها من السودان مع الاندلاع المفاجئ للقتال بين الجيش وقوات الدعم السريع؛ والذي تسبب في تقطع السبل بآلاف الأجانب، ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة. (الجزيرة نت).
التعليق:
إنّ مثل النظام الدولي ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾، حيث يورّط الناس في جرائم ثم يتبرأ منهم، تماماً كما حصل في السودان، فعندما انتفض أهل السودان على نظام البشير العميل الأمريكي وطالبوا بخلعه - على غرار المسلمين في بلاد إسلامية عدّة نجحوا في خلع طواغيتهم - تكالبت دول الكفر والدول العميلة لها على ثورة أهل السودان لإحباطها، من خلال ما يُسمّى بالثورات المضادة والتوافق على تقسيم السلطة، بين عملاء أمريكا المتمثلين بالعسكر وعملاء بريطانيا المتمثلين بالجمعيات التي ركبت موجة الثورة والمُسمّاة بقوى الحرية والتغيير، وراح كل جانب يتحايل على الجانب الآخر لسحب البساط من تحت أقدامه، لإخراجه من اللعبة السياسية والاستحواذ على قطعة أكبر من الكعكة السياسية، وقد تعثّرت المحاولات السياسية مرات عدّة، ولم يتمكن أي طرف من حسم الصراع لصالحه، ويبدو أن مجازر العسكر هذه وقتله للناس وتصفية الكثير منهم وإحراق البلاد هي لإعادة الحال إلى المربع الأول، إلى ما كان عليه قبل الثورة، كإعادة تدوير للنظام، وبذلك يستطيع الاستيلاء على السلطة لصالح أمريكا.
إنّ قيام دول العالم بسحب رعاياها من السودان، ومنها باكستان وتركيا، ودول عربية، هو تنصّل من النظام الدولي جميعه من مسؤولية الأخذ على أيدي المجرمين الذين يحرقون البلد ويسفكون الدم الحرام، ولقد كان واجباً عليه، لو كان صديقاً للسودان كما يزعم، التدخل لفرض التوقف عن إشعال الحرائق في البلد. يخطئ من يظنّ أنّ هؤلاء المجرمين القتلة في السودان يتحركون بقرار من أنفسهم وبكامل إرادتهم، فهم قتلة مرتزقة يحرّكهم الكافر المستعمر، وتحديداً أمريكا وبريطانيا، لافتعال هذه الحرائق للاستئثار بالسلطة ومقدرات البلد الغني بثرواته الطبيعية، وانتقاماً من السودان وأهله الذين ثاروا على نظامهم العلماني الذي كان يرأسه البشير.
لعلّ المسلم يتفهم خذلان الكافر المستعمر للسودان وأهله، فهذا ديدنهم، ولكنّه لا يتفهم خذلان المسلم لأخيه المسلم، إلا إن كان المسلم المُتخاذِل منافقاً، فكيف لرئيس وزراء باكستان شهباز شريف ورئيس تركيا أردوغان، والجارة مصر الكنانة، وباقي البلدان الإسلامية أن تنبري لتقليد الكافر المستعمر في سحب رعاياها؛ وليس لإجبار قادة العسكر المجرمين على التوقف عن استباحة حرمات المسلمين؟! إننا ندرك تماماً أنّ هؤلاء الحكام وقادة الجيش في السودان قد تعدّوا مرحلة الخيانة إلى مرحلة التسلّط على رقاب المسلمين، لحساب الحلف الصليبي، وهؤلاء لا يُرجى منهم خير، بل هو شرّ من شرور أسياده شياطين الغرب.
لقد تعاظمت واجبات المسلمين وأصبح أقلها خلع الحكام العملاء واستبدال الخليفة المسلم بهم، الذي سينبري لنصرة الإسلام والمسلمين بحق، والواجب على المخلصين في القوات المسلحة السودانية هو الأخذ على أيدي قادتهم، وعصيان أوامرهم والإطاحة بهم، وإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة في السودان، وبهذا تُقلب الطاولة على رؤوس المتآمرين على السودان وأهله ويرضى عنا ربنا عزّ وجلّ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان