- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كيان يهود أوهن من بيت العنكبوت!
الخبر:
أكد إسحاق هرتسوغ، رئيس كيان يهود، أن كيانه يواجه أخطر أزمة داخلية منذ قيامه عام 1948، ووصف في مقابلة خاصة الصراع المحيط بمخطط الإصلاح القضائي بأنه أخطر أزمة داخلية منذ قيام الكيان، وهي أزمة تطال العديد من القطاعات، وأكد أن الاتصالات من أجل الحل ستفشل وكشف عن رفضه عرضاً بالاستقالة من منصبه، وسط الترويج للتشريعات والاحتجاجات ضدها، وقال "أنا أحظى بثقة كبيرة في الجمهور من جميع فئات الشعب، وقد تلقيت اقتراحات مختلفة بخصوص هذا الموضوع وكان هناك هذا الاقتراح أيضاً لقد رفضته ولا يبدو أنه صائب على الإطلاق".
ونزل عشرات الآلاف من يهود مجدداً إلى شوارع تل أبيب مساء السبت احتجاجاً على مشروع إصلاح النظام القضائي الذي تدعمه حكومة نتنياهو فيما يعتبره منتقدوه مخالفاً لأسس الديمقراطية، ويتظاهر يهود للأسبوع السادس عشر على التوالي احتجاجاً على المشروع. (وكالة معا 2023/04/23، بتصرف)
التعليق:
تظهر هذه التصريحات أن هذا الكيان الذي يريد أن يلعب دوراً في حل الأزمة في السودان ويتحدث منتفخاً وكأن له وزن سياسي حقيقي في المنطقة وله نفوذ قوي، هو على حقيقته أوهن من بيت العنكبوت وأن وضعه الداخلي عبارة عن مجموعة من الأزمات وكتلة من التناقضات، وأنه سياسياً غير متزن بشكل سمح لأمريكا وبكل سهولة أن تستخدم هذه الاحتجاجات لتقليم أظافر نتنياهو الذي كان يستعد لتعديلات قضائية تضيف قوة إلى قوته التنفيذية والتشريعية ضمن الائتلاف الحاكم ويتبعها أو يتزامن معها مشاريع متعلقة بالضفة والقدس بل حتى بالمنطقة، ولكن طبيعة هذا الكيان الهشة أكبر من طموح نتنياهو ومخططات ائتلافه المتعجرف، فوجد نفسه أمام عقبات في الداخل تهدد حكومته وشخصه وتهدد أمن كيانه بالتزامن مع صفعات تلقاها من الخارج كسرت جموحه بمهاجمة إيران فكانت المصالحة بين السعودية وإيران بأمر من أمريكا لتقطع الطريق عليه.
إن تصريحات هرتسوغ تظهر مدى التخوف الحقيقي من الانقسام الحاصل على مستقبل كيان يهود، وتظهر أن هذا الكيان يعاني عقدة العقد الثامن والتفسخ الداخلي وأنه لولا حبل أمريكا وأوروبا لتشظى منذ زمن وأن القضاء عليه سهل فهو ليس بالدولة الكبرى ولا المستقرة القوية داخلياً وخارجياً للصمود والدفاع، بل هو في حالة ضعف شديد وهو في مقتل لأن حباله مع دول كبرى تقع خلف البحار والمحيطات والأمة الإسلامية تحيط به إحاطة السوار بالمعصم ومدنه الكبرى على مرمى حجر منها، فإن تحركت الأمة وجيوشها وأسقطت الأنظمة العميلة التي تحميه كان اقتلاعه أسرع من التحرك اللازم للدفاع عنه، هذا على فرض أن الدول الكبرى سوف تتحرك للدفاع عنه إن تيقنت أن المعركة عسكرياً وسياسياً خاسرة.
قال تعالى: ﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. إبراهيم التميمي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)