الثعلب الجبان لا يمكن أن يأكل من العنب اللذيذ

الخبر:

أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني، رجل الدين عباس علي سليماني، قُتل صباح اليوم الأربعاء في هجوم مسلح شمالي إيران. (العربي الجديد)

التعليق:

أيا كان من يقف وراء هذا الاغتيال سواء أكان كيان يهود أم غيره، وهو أمر غير مستبعد عليه، فقد سبق أن قام بتنفيذ مثل هذه الجرائم، بل خرج يعلن عنها بكل تفاخر وتبجح.

فالمسألة ليست في الجهة المنفذة لتلك العمليات ضد العلماء والقيادات أو المنشآت العسكرية أو المدنية، بل المسألة تكمن في كيفية ونوعية الرد على تلك الاعتداءات والاستهدافات المتكررة، وفي حالة النظام الإيراني يكاد ينطبق عليه قول أحمد شوقي:

إن الشجاع هو الجبان عن الأذى ... وأرى الجريء على الشرور جبانا

فقد تجرأ النظام الإيراني على شتى أنواع الشرور، وارتكاب أسوأ المجازر، وأفظع الجرائم في العراق والشام واليمن، دعماً وإسناداً لأمريكا في إحكام سيطرتها على المنطقة وخدمة لمصالحها، بينما لم نشهد هذه التحركات العسكرية لردع من يوجهون الضربات المتتالية لإيران بأشكال مختلفة وفي أماكن عدة، والتي تكاد تكون شبه يومية، وكل واحدة منها كافية لتكون سبباً في التحرك عسكرياً على أعلى مستوى وصولاً إلى حالة الحرب تجاه الجهة التي تقف وراء تلك الاعتداءات.

وفي الأرض المباركة يمارس كيان يهود كافة أشكال الإهانة والإذلال تجاه الناس، ويصعد في عمليات تهويد الأقصى وهدم المنازل وقتل الأهالي وتشريدهم، ولم نشهد من حكام إيران أي تحرك يوقف تلك الجرائم ويرفع الظلم عن أهل فلسطين، اللهم سوى جعجعة وتصريحات فارغة.

إذا كان هذا حال إيران التي تملك كافة أنواع الأسلحة، وتزعم أنها على بعد خطوات قليلة من امتلاك السلاح النووي، ولا يمكنها أن تردع عدوها، وتقطع اليد التي تمتد إلى أبنائها وثرواتها، فهل يمكن الركون إليها أو التعويل عليها في تحرير فلسطين؟! فقط يمكن القول ما قاله المثل الشعبي الفارسي "الثعلب الجبان لا يمكن أن يأكل من العنب اللذيذ".

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خالد سعيد

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)