الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
استفتاء شعبي في أوزبيكستان: حملة "رئيس مدى الحياة"

بسم الله الرحمن الرحيم

 
 

 

استفتاء شعبي في أوزبيكستان: حملة "رئيس مدى الحياة"

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 30 نيسان/أبريل 2023، صوتت أوزبيكستان في استفتاء دستوري قد يسمح للرئيس شوكت ميرزياييف بتمديد فترة ولايته 14 عاماً، وفقاً لموقع قناة الجزيرة الفضائية. وفي حالة تمرير استفتاء الأحد، سيتم تمديد فترة الرئاسة من خمس إلى سبع سنوات. وسيسمح التغيير لميرزياييف، 65 عاماً، بالخدمة لفترتين أخريين وتمديد فترة بقائه في السلطة حتى عام 2040. (الجزيرة كوم)

 

التعليق:

 

أوزبيكستان هي إحدى اللآلئ الثمينة للأمة الإسلامية، ولد فيها أئمة محدثون مثل البخاري والترمذي، ومن أعلام علوم العالم مثل الخوارزمي والبيروني وابن سينا وغيرهم. ومكانتها هذه ليست فقط بسبب تاريخها القديم وموقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية، بل إن أهم كنوزها ودول أخرى في هذه المنطقة هم المسلمون الذين يسكنونها والذين تمسكوا بالإسلام بقوة رغم الاستعمار الروسي والإرهاب الشيوعي.

 

إن النظام الحاكم في أوزبيكستان، مثل دول ما بعد الاتحاد السوفياتي الأخرى في آسيا الوسطى، هو جُشاء الحزب الشيوعي، مجلس السوفيات الأعلى. خلال الحقبة السوفيتية، كان واجبه الأساسي محاربة الإسلام، من خلال القمع وتعليم الإلحاد، فضلاً عن تفتيت وحدة المسلمين وفقاً للسياسة القومية الستالينية. وقد أرادت روسيا صهر المسلمين مع بقية سكان الاتحاد السوفياتي في "شعب سوفييتي" واحد، يحارب الدين، ويستبدل الروسية بالنص العربي، ويقدم مبادئ أخلاقية غريبة على الإسلام.

 

لهذه الأغراض، اختار الشيوعيون أدنى الناس من المسلمين ووضعوهم على رأس الدول المشكّلة على أساس قومي. لقد نشأوا في روح الوصولية الحزبية، ولم يهتموا إلا برفاهيتهم الشخصية وثرائهم، وبعد أن أصبحوا مثل الملوك، بدأوا في قمع شعوبهم، محيطين أنفسهم بالمتملقين والمسؤولين الفاسدين. وقد أشرف على كل من هذه الدول المحلية شيوعي معين بشكل خاص من موسكو، والذي شغل منصب السكرتير الثاني لجهاز الحزب الجمهوري.

 

بعد إلغاء المبدأ الشيوعي عشية انهيار الاتحاد السوفيتي، احتفظوا بالسلطة في أيدي عشائرهم، متنكرين بزي الديمقراطيين والمصلحين. وفي مقابل النفوذ الروسي الضعيف، سارعوا إلى السعي وراء رعاية الغرب والصين، وفي الوقت نفسه قطعوا ببطء العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها مع روسيا التي تطورت خلال فترة هيمنتها الكاملة في المنطقة.. إنهم يواصلون التجارة في مصالح شعوبهم، كما كانوا من قبل، لكن الآن تحت مسمى الإخلاص للديمقراطية وحقوق الإنسان، وليس للشيوعية.

 

إن النظام الأوزبيكي الحالي، برئاسة ميرزياييف، على الرغم من أنه لا يبدو هزلياً مثل النظام التركماني أو الطاجيكي المجاورين، إلا أنه عديم المشاعر وماكر وقاسٍ. إنه غير مبالٍ تماماً باحتياجات ومشاكل الناس العاديين، ولا يهتم إلا بمصالحه الأنانية ونرجسيته. لذلك، حتى مع وجود احتياطيات غنية من الغاز الطبيعي والنفط والذهب واليورانيوم والمعادن غير الفلزية وغيرها من المعادن، يعيش معظم سكان أوزبيكستان في فقر لا يمكن التغلب عليه، ويفتقرون إلى الكهرباء والحرارة. ومن أجل إطعام أسرهم، يضطر ملايين الرجال والنساء للعمل في روسيا وكازاخستان ودول أخرى، ويتعرضون للإذلال والتمييز وتهديد صحتهم وحتى حياتهم.

 

على الرغم من أن ميرزياييف يريد أن ينأى بنفسه عن جزار أنديجان كريموف، إلا أنه وريثه وخليفته. بعد تنظيف الكوادر القديمة في وكالات إنفاذ القانون، استبدل بهم أشخاصاً يدينون له شخصياً بـ"نجاحهم المهني". وأعلن العفو تحت ذريعة الحرية، وأطلق سراح عدد من المعتقلين السياسيين الذين اقتربت أعمارهم وحالتهم الصحية من الموت. وفي الوقت نفسه، لا يزال عدة آلاف من المسلمين، الذين اعتقلهم كريموف جنائياً وألقى بهم في السجن فقط لأنهم ثابتون على أمر الله، لا يزالون يقضون أحكاما طويلة ومدى الحياة، ويتعرضون لأقسى الانتهاكات والتعذيب. علاوة على ذلك، يتزايد عددهم نتيجة الصراع المستمر مع النظام الأوزبيكي لإحياء الهوية الإسلامية.

 

إن محاربة الإسلام والمسلمين الواعين هي التي تضفي الشرعية على نظام أوزبيكستان في نظر الغرب، الذي هو على استعداد للتسامح مع النظام الأوزبيك على هذا وعلى فساد النظام، واضطهاد أية معارضة، وأي انتهاك منه لحقوق الانسان. بعد كل شيء، لا أحد يشك في أن الهدف الرئيسي لتغيير الدستور في الاستفتاء الحالي، الذي يلقبه الصحفيون الغربيون بـ"حملة رئيس مدى الحياة"، هو توسيع صلاحيات ميرزياييف الرئاسية. وكل التصريحات حول التحرر والدمقرطة هي مجرد عباءة من الوعود الفارغة التي تغطي الجوهر الاستبدادي للنظام الأوزبيكي. ولكن حتى لو نجح في احتواء واحد منهم على الأقل، فستكون هذه مكافأة سارة لهم؛ فهي خطوة تزيدهم بعداً عن الإسلام وسيرا نحو العلمانية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مصطفى أمين

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 06 أيار/مايو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع