- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
"الدولار السفاح" عرض المشكلة ونسي أن يضع الحل
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة الحكومية اليومية الصادرة في صنعاء يوم الاثنين 2023/05/01م خبراً بعنوان "السيرة الذاتية للدولار الأمريكي السفاح"، جاء فيه: "يعود تاريخ الدولار الأمريكي إلى عام 1792م وكان في البداية على شكل ثلاث فئات معدنية "ذهبية وفضية ونحاسية". وتحت مبرر الحاجة لتمويل الحروب والنزاعات بين المهاجرين المحتلين وصراعاتهم مع بعضهم تمت طباعة عملات نقدية ورقية ابتداء من عام 1862م وفي نهاية ما أطلق عليه اسم الحرب الأمريكية كانت كمية الدولارت المطبوعة تبلغ 461 مليون دولار رغم عدم تغطية العملة المطبوعة بأي شيء له قيمة إلا أن الكونجرس أصدر أوامر وجرّم من يرفض التعامل بالدولار الورقي".
التعليق:
كعادة البشر في نقص المتابعة أصاب الكاتب وأخطأ، فقد أصاب في ذكر كثير من المحطات التاريخية للاقتصاد الرأسمالي الذي يستند إليه الدولار، كقول جون جي وزير خارجية أمريكا "يجب أن تكون الحكومة بيد الذين يهيمنون على رأسمال البلاد"، الذي يصارع عليه الديمقراطيون الجمهوريون اليوم. والكساد العظيم 1929م، الذي تكرر في الأزمة الاقتصادية 2008م، ومؤتمر بريتون وودز 1945م، الذي من قراراته إنشاء البنك وصندوق النقد الدوليين، ويمسك بخناق اقتصاد دول العالم، وإعلان نيكسون فصل الذهب عن الدولار، الذي أضاع أموال الناس دون وجه حق. وأخطأ في نسيانه فتك الأمريكيين القادمين من أوروبا بالسكان الأصليين "الهنود الحمر"، وربط كل الحوادث بيهود "كأنهم يديرون العالم وتلك أمانيهم"، ومنها أسباب اشتعال الحرب العالمية الأولى، فقد كان سبب اشتعال الحرب العالمية الأولى هو ظهور النفط في الشرق الأوسط، وفي تكلفة طباعة المائة الدولار المقدرة بـ70 سنتاً، وليس 5 سنتات للدولار الواحد.
لقد غفل الكاتب عن أهم نقطة في الموضوع، وهي وضع الحل لعودة الحياة الاقتصادية الطبيعية على وجه الأرض، بعد أن استبدلها النظام الاقتصادي الرأسمالي بالظلم الحاصل اليوم، ومنه هيمنة الورقة الخضراء "الدولار"، دون أي تغطية ذهبية لها، خصوصاً والعالم اليوم يشهد عودة الأمور إلى نصابها؛ الفترة الأخيرة الحاسمة المؤذنة بسقوط النظام الاقتصادي الرأسمالي برمته ومعه ذهاب المبدأ الرأسمالي دون رجعة.
إن الحكم بالإسلام "الرسالة الخاتمة" قبل وبعد ظهور المبدأ الرأسمالي، هو العيش الطبيعي للعالم الباعث على الاستقرار الاقتصادي، ليس فقط في البلاد الإسلامية، ولكن على الأرض بأسرها. فلا بد من تطبيق النظام الاقتصادي في الإسلام القائم على المعدنين "الذهب والفضة" في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. قال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن