- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التوافقات الإيرانية السعودية مؤامرات جديدة ضد الأمّة
الخبر:
استعرض وزيرا خارجية إيران والسعودية حسين عبد اللهيان وفيصل بن فرحان في اتصال تليفوني بينهما آخر تطورات التوافقات المشتركة بين البلدين، وتمّ اتخاذ الاستعدادات اللازمة لافتتاح ممثلياتهما الدبلوماسية والقنصلية رسمياً، وعودة العلاقات الطبيعية بين الدولتين في كافة المجالات.
وكان وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي زار السعودية الخميس الماضي 05/11 وشارك في أعمال المؤتمر الدولي لبنك التنمية الاقتصادي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، وتمّ استقباله في السعودية بحفاوة بالغة، وتمّ الاتفاق معه على وضع خريطة طريق جديدة لتنشيط وتوسيع التجارة بين البلدين.
التعليق:
إنّ هذه التوافقات الإيرانية السعودية المتسارعة في مختلف المجالات تأتي بعد قطيعة طويلة بين البلدين، وبعد أنْ بلغت التوترات بينهما حداً من العداء كان من الصعب التفكير بمجرد تخفيفه! جاءت هذه التوافقات بسرعة خاطفة لتنسخ كل ما كان من عداء بين الدولتين بجرة قلم! فكيف حصلت هذه المصالحات وهذه التوافقات بين الدولتين المُتخاصمتين من غير مقدمات؟!
لم يُخبرنا المسؤولون في النظامين عن كيفية إزالة العداء بهذه السرعة، ولا عن الطريقة التي استخدمت فيها، ولم يُبيّنوا لنا ما هو الشيء الجديد الذي تسبّب في عودة العلاقات الطبيعية بينهما بعد طول الخصومة!
لكنّ طبيعة التغيّر النوعي في العلاقات بينهما، والتحول فيها بزاوية 180 درجة بشكلٍ مفاجئ يُشير بالتأكيد إلى وجود أسباب غير مُعلنة أدّت إلى هذا التحوّل غير المنطقي في العلاقات، فتحوّل معها العدو إلى صديق بين عشيةٍ وضحاها!
في الحقيقة لا يوجد سبب ظاهري مُقنع في هذا التحول الدراماتيكي في العلاقات بينهما سوى أنْ يكون عنصراً خارجياً فُرض من فوق، ولا نراه سوى الإرادة العليا التي لا يستطيع الأتباع ردها، وهي التعليمات والأوامر التي جاءت من السيد الأمريكي لكلا النظامين بالتصالح والتوافق، ولعله هو السبب الرئيسي في تطبيع العلاقات بينهما وهو الذي أدّى إلى وجود هذه التوافقات الفجائية.
وإذا كان كذلك فهو أمر لا يستطيعون تفسيره، لأنهم إن فسروه فستنكشف موالاة القيادتين في الدولتين لأمريكا أمام الجميع، لذلك لم يجرؤ المسؤولون في البلدين على توضيح ذلك، فظهرت المصالحة بينهما بهذا الشكل الفج والغريب وغير المقنع.
إنّ هذه التوافقات في العلاقات لا تختلف عن التصادمات السابقة بين البلدين، فهي لا تخدم الأمّة ولا شعبي البلدين، لأنّها توافقات على الموالاة لأمريكا وعلى تنفيذ أجندتها في المنطقة، ولأنّها تصالحات تُمهّد لفتح الطريق مستقبلا للتطبيع الجماعي مع كيان يهود.
وبذلك تكون هذه التوافقات مؤامرة جديدة ضد المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني