- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يعتزم المجلس الوطني لإدارة البيئة في تنزانيا حظر الأذان؟
(مترجم)
الخبر:
أعلن المجلس الوطني لإدارة البيئة يوم الاثنين الموافق 2023/05/08 عن إغلاق 89 شركة بسبب التلوث الصاخب. وتشمل الأعمال المغلقة الحانات ومراكز الترفيه التي تبين أنها تصدر ضوضاء تتجاوز المستويات المقبولة.
التعليق:
تأسس المجلس الوطني لإدارة البيئة عام 1983 لتنفيذ قرارات مؤتمر ستوكهولم 1972، الذي دعا جميع الدول إلى إنشاء وتعزيز المجالس البيئية الوطنية لتقديم المشورة للحكومات والمجتمع الدولي بشأن القضايا البيئية. فيما يتعلق بالتلوث الضوضائي، تُعرِّف منظمة الصحة العالمية ما فوق 65 ديسيبل بأنه تلوث وتوصي بالبقاء أقل من 65 ديسيبل أثناء النهار وتشير إلى أن النوم المريح مستحيل مع مستويات الضوضاء المحيطة الليلية التي تزيد عن 30 ديسيبل.
وبالتالي، فإن المجلس الوطني لإدارة البيئة يفوَّض بالتنفيذ والامتثال ومراجعة ومراقبة الأنشطة البيئية وفقاً للإرشادات والطلبات العلمانية. من هذا المنظور، وبما أن وجهة النظر العلمانية لا تهتم بالدين، فإن الضوضاء في النوادي الليلية والحانات والمراكز الترفيهية تعتبر مماثلة لأذان الصلاة في المسجد. لذلك، من المحتمل جداً أن يصل الإجراء الذي اتخذه المجلس الوطني لإدارة البيئة لحظر بعض الحانات ومراكز الترفيه ويمتد إلى المساجد بهدف حظر الأذان.
بالرغم من التوجيهات الأخيرة لوزير دولة الاتحاد والبيئة في مكتب نائب رئيس الدولة الدكتور سليماني جافو بأن المفاصل الترفيهية ودور العبادة تحتاج إلى استخدام عدادات ضوضاء وممتصات للصوت، إلا أنه يجب أن يكون واضحاً جداً أن الأذان للصلاة لا ينبغي مقارنته بالضجيج في الحانات ومراكز الترفيه، لأنه إلزامي واجب ناهيك عن كونه عبادة إسلامية ودلالة على وجود مسلمين في مكان معين.
إذا كان المجلس الوطني لإدارة البيئة يهتم حقاً برفاهية الناس، فمن الممكن أن يحظر جميع الحانات وأماكن الترفيه التي يرتكب فيها المنكر بغض النظر عن الضوضاء لأنها تنشر كل أنواع الشرور في المجتمع. إن حظر عدد قليل من الحانات للتلوث الصاخب لن ينقذ المجتمع من الاضطرابات ولن يؤدي إلى استقرار النظام الاجتماعي. لكن في الصورة الأوسع بعيداً عن التلوث الضوضائي، هناك الكثير من الانحرافات التي تتم داخل هذه الحانات ومراكز الترفيه مثل الزنا، والشذوذ الجنسي، وتعاطي المخدرات، وإدمان الخمور، وما إلى ذلك، وكلها تشكل خطراً على المجتمع.
وفيما دفعت الدول الغربية الدول النامية إلى أجندة الإجراءات البيئية، فقد شهدنا عدداً من الخرافات في معالجتها، لماذا لم يتم التعامل مع بعض المناطق مثل ضوضاء المرور وضوضاء حركة المرور الجوية ومواقع البناء وضوضاء الحشود في المراكز الحضرية وما إلى ذلك بدلا من استهداف دور العبادة؟ علاوة على ذلك، هناك معيار مزدوج مثل انسحاب أمريكا من اتفاقية بروتوكول كيوتو لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ووجود غازات الدفيئة في الغلاف الجوي على أساس أن التفويض سيضر باقتصادها. مما لا شك فيه أنه بما أن أجندة معالجة المشاكل البيئية تدفعها الدول الاستعمارية على أساس مصلحة الدول، وبما أن الإسلام هو عدوها الأول، فإنها ستستخدمها كذريعة لمهاجمة الإسلام بمهاجمتها قدسية الأذان.
في حين إننا لا نؤيد التلوث الضوضائي من الحانات ومراكز الترفيه المنكرة وما إلى ذلك، فنحن لا نوافق مطلقا على أية خطوة من شأنها أن تجرم المساجد والمسلمين من خلال حظر الأذان، فإن مثل هذه الممارسة ستواجه معارضة شديدة من المجتمع المسلم لأنها تتعارض مع دين الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد بيتوموا
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا