- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الإرهابيون الكذابون والمزورون للحقيقة
الخبر:
ذكرت وسائل الإعلام ومنها موقع الجزيرة نت تصريحا لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن "الإرهاب الإسلامي السنّي" هو أبرز تهديد لبلاده وأوروبا، داعيا إلى تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة، خصوصا قبل استضافة باريس لأولمبياد 2024 الصيفي.
وأثناء وجوده في نيويورك الجمعة، قال دارمانان لوكالة الأنباء الفرنسية "أتينا لنذكّرهم أنه بالنسبة إلى الأوروبيين ولفرنسا، فإن الخطر الأول هو الإرهاب الإسلامي السنّي، والتعاون لمكافحة الإرهاب بين أجهزة الاستخبارات ضروري للغاية".
التعليق:
أولا إن الله تعالى سمانا المسلمين قال تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾ فلا يوجد إسلام متشدد وإسلام متسامح ولا يوجد إسلام سني وإسلام شيعي، فالمسلمون هم أمة واحدة من دون الناس لا يحصرهم زمان ولا مكان وليسوا مذهبا أو طائفة، انتماؤهم لله ورسوله والوحي الذي أنزله الله سبحانه وتعالى.
ثانيا: إن مفهوم (الإرهاب) المعاصر يقترن بالاعتداء والقتل والتفجير والتهجير دون وجه حق، ولا يتعلق بالإرهاب الذي ذكره الله تعالى في كتابه: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ إذ الإرهاب في الآية يتعلق بإعداد قوة للمسلمين تخيف الكفار فتمنعهم من الاعتداء علينا.
ثالثا: إن تصريح وزير داخلية فرنسا عن "الإسلام السني" فيه كذب صريح وتزوير فاضح وإخفاء الإرهاب الحقيقي، من وزيرٍ دولتُه قائمة على نهب خيرات المسلمين في أفريقيا، والناظر في أحوال الناس في الحاضر والماضي يعلم حقيقة الدول الغربية وأنهم هم الإرهابيون الحقيقيون، وأنهم مجرمون وقتلة ولصوص، وانعدمت عندهم القيم الإنسانية والأخلاقية.
رابعا: ليس للمسلمين اليوم دولة تمثل مبدأ الإسلام حتى نحكم على قراراتها وأعمالها، والدول القائمة في البلاد الإسلامية اليوم هي من إفرازات الغرب المستعمر، الذي يتحكم بنا عبر حكامها الذين نصبهم علينا، وكلما ثار المسلمون على طاغية وقف الغرب ضدهم وساند قتلتهم.
خامسا: إن قيام بعض الأفراد بردات فعل غير منضبطة على إرهاب الدول الكبرى سببه سياسات وهندسة تلك الدول وليس الإسلام، ولا يقاس فعل أفراد بجرائم دول إرهابية.
سادسا: إن الدول الغربية هي الإرهاب بعينه، فقد سفكوا دماء عشرات الملايين (٦٠ مليون قتيل) خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية وأضعاف هذا العدد من الجرحى والمهجرين، كما نشأت الدول في قارتي أمريكا وأستراليا على دماء أهلها الأصليين، وفرنسا التي ينبح وزير داخليتها بهذا التصريح هي التي قتلت الملايين من المسلمين في الجزائر والشام، وكذلك فعلت بريطانيا وروسيا والصين والهند وأمريكا وحتى صربيا وبورما وكيان يهود، لقد أوغل هؤلاء العلوج المجرمون بدماء عشرات الملايين من المسلمين واحتلوا ديارنا ونهبوا خيراتنا وانتهكوا مقدساتنا، ثم يتحدثون عن "الإرهاب السني"!
سابعا: لعل هذا التصريح ينم عن خوف حقيقي لدى الغرب الكافر المستعمر من قرب محاسبته وقطع يده عن سرقة خيراتنا وسحق نفوذه وعملائه في بلادنا، فهو يتكالب كي يمنع عودتنا إلى ما أمرنا الله به من إحقاق الحق وتطبيقه ونشره كما كان تاريخنا، ونحن نؤمن بشرع الله الذي أخبرنا أن الباطل زهوق وأن الحق منتصر ولو بعد حين، فلن تدوم سيطرة الغرب المجرم، والحقيقة مهما طمست لا بد أن تنكشف.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان