- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
البقرة المقدسة للديمقراطية
(مترجم)
الخبر:
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر "إننا ندعو إلى الاحترام والتطبيق المتساوي للمبادئ الديمقراطية، وحرية التعبير وسيادة القانون في جميع أنحاء العالم، وبالطبع، في باكستان، نحث على احترام هذه المبادئ لجميع الناس. (The News)
التعليق:
لم يهز الوضع السياسي الحالي في باكستان باكستانَ فحسب، بل أحدث موجات ارتدادية في العالم. التعبير الأمريكي عن القلق بشأن الديمقراطية لا يُظهر القلق بشأن الشعب الباكستاني الذي يعيش في ظروف قاسية وإنما بشأن الحفاظ على النظام المزروع وبقائه. في غضون ذلك، انقسم الشعب الباكستاني بحثاً عن الشخص أو الحزب المناسب بين الجناة. تم فرض الديمقراطية على بلاد الإسلامية ويتم تبديلها أحياناً بالحكم العسكري حتى يتوق الناس إليها مرة أخرى.
الديمقراطية في الواقع هي آفة مدمرة استمرت في التدهور مع مرور الوقت، وفي النهاية جلبت بلداً مليئاً بالموارد لدرجة أن الحزبين السياسيين الرئيسيين المعارضين بعضهما لبعض كانا يوزعان الأصول الوطنية خلال فترة حكمهما. كان لدينا العديد من الأصول المرهونة للحصول على قروض، وهي ممارسة بدأت في عام 2006 من قبل وزير المالية آنذاك، شوكت عزيز، ثم انتقلت لاحقاً من قبل مشغل آخر ذكي، هو إسحاق دار. وقد بدأت الموجة بالطرق السريعة، ثم امتدت لاحقاً إلى الطرق السريعة والمطارات، وتلفزيون باكستان، وراديو باكستان، وقد تبتلع الآن الحدائق في هذه القائمة.
في عام 2006، وسط تراتيل "معدل نمو مرتفع"، تم جمع 6 مليارات روبية عن طريق الرهن العقاري على الطرق ذات العوائد مثل M-1 وM-4 وIMDC وOkara Bypass، وذلك بحسب أحدث البيانات الصادرة عن بنك الدولة الباكستاني، بتضخم إجمالي الديون والخصوم إلى 73 تريليون روبية، وإذا قارنا الواقع الذي كان قائما على أساس الديمقراطية مقابل الديكتاتورية، فإن قادتنا المنتخبين ديمقراطياً كانوا وراء 82 في المائة من هذه القروض. كل هذه القروض والرهون العقارية تثقل كاهلنا بشكل أعمق وأعمق، لأن الرأسمالية مصممة لتكون غير عادلة وتخلق فقراً أكثر مما تعالجه. فكل همومهم هي الحفاظ على الثروة مركزة ومتراكمة في أيدي القلة. ومن الحماقة التفكير في أن ذلك سيتغير، أو أنهم سيبحثون عن حلول للمشاكل التي تسببوا فيها.
يرى الناس كل هذه المظالم والاستغلال ويغضبون، وفي تلك الحالة العاطفية يتم استغلالهم بشكل أكبر من قبل الأفراد الذين يدعون أن لديهم حلولاً لمشاكلهم. هؤلاء الأفراد هم مجرد وجوه مختلفة مرتبطة بالنظام القديم. فهم يشعلون أعمال الشغب لإعطاء انطباع ثوري فينخدع الناس ليتم التخلي عنهم مرة أخرى. وهنا يجب أن نحلل بعمق قوة عقيدتنا ونرى ما إذا كان فكرنا وطريقتنا منسجمين أم لا. عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: «لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» ابن ماجه.
بصفتنا مؤمنين، نعلم أن للإسلام أنظمته التفصيلية لحكم الناس والأماكن وأن يكون ذلك كله طاعة لله سبحانه وتعالى. عندما تكون ردات أفعالنا مجرد مشاعر تجاه الحرمان والأذى من الظلم، نفشل في ربط الفكر بالطريقة. إن تطبيق الإسلام ليس هو لجني المكاسب بل هو طاعة لله سبحانه وتعالى. إن رحمته وحكمته جعلت الخير لنا في طاعته، ومن أجل الاستقلال الاقتصادي والخروج من فخ الديون هذا يجب أن تكون عملتنا مستندة على الذهب والفضة وليست مرتبطة بالدولار. فقد أقر رسول الله ﷺ دينار ذهب وزنه 4.25 جرام، ودرهم فضة وزنه 2.975 جرام، كعملة الدولة. وحافظت دولة الخلافة على نظام العملة هذا نفسه لما يقرب من 1300 عام، ما أدى إلى استقرار الأسعار بشكل عام ومنع حدوث تضخم كالذي نراه اليوم نتيجة هذه الفوضى المسماة الرأسمالية أو أي نظام آخر من صنع الإنسان.
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان