الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين معول هدم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين معول هدم

 

 

 

الخبر:

 

أثار رفع علم كيان يهود غضب الأهالي خلال حفل تخرج طلبة في مدرسة راهبات الوردية بالقدس، وذلك خلال عرض مسرحية بحجة إبراز الصراع، ما أدى إلى إيقاف الحفل.

 

التعليق:

 

ما حصل في مدرسة راهبات الوردية، هو غيض من فيض مما يحصل في تلك المدارس التبشيرية الموجودة في القدس وسائر فلسطين المحتلة، والتي لا يزال العديد من الناس مخدوعين بها، وها هي اليوم تعمل أيضا على نشر سياسة التطبيع وتقبل الاحتلال وإظهاره أنه صراع متكافئ بين دولتين أو قوتين، بالإضافة إلى ما كان من لباس عارٍ لا يليق أن تلبسه الطالبات، وهذا يقودنا للحديث عن هذه المدارس الأجنبية التبشيرية الموجودة في الأرض المباركة وكذلك في سائر بلاد المسلمين.

 

إن هذه المدارس ليست بالموضوع الجديد، فهي في بلادنا منذ فترة طويلة تمتد إلى أواخر أيام الدولة العثمانية، وانتشرت بعد هدم الخلافة الذي أعقبه احتلال عسكري لبلاد الإسلام وتبعه استعمار فكري وثقافي، عمل المستعمر فيه على تغريب الأفراد بمفاهيمهم وأخلاقهم وسلوكياتهم بشتى الوسائل. ومنها هذه المدارس الأجنبية التي من ضمن أهدافها الخبيثة نشر حضارتهم الفاسدة وإفساد عقول أولادنا.

 

وقد جذبوا الأهالي لإلحاق أبنائهم فيها بأساليب عديدة براقة مثل تصويرها أنها مدارس رفيعة المستوى علميا وثقافيا، مجهزة بوسائل عديدة ومعلمين مهرة لأنها ممولة، مقارنة بالتعليم الحكومي المنهار في بلادنا، ما يجعل عددا من الأهالي يفضلونها. بالإضافة إلى قلة الوعي عند بعض الأهالي أو انضباعهم بتلك الحضارة الغربية ما يجعلهم يغضون الطرف عما يتلقى أولادهم من مفاسد، وعما يبعدهم عن دينهم وعقيدته وأحكامه، وعن تاريخهم، وحتى عن لغتهم العربية، وذلك بالترويج للثقافة الغربية وأسلوب حياتها بينهم، ما يجعلهم مبهورين بها، ومفضلين إياها على حضارتهم، بل وينظرون لها باحتقار على أنها سبب التخلف العالمي، وأن الحل هو في البعد عن هذا الدين إما بالإلحاد أو بالعلمانية أو بالتنصر والعياذ بالله. وكذلك تهدف تلك المدارس إلى نشر الاختلاط والفساد الخلقي البعيد عن أحكام الإسلام بالتعليم المختلط وما ينتج عنه، فيصبح أبناؤنا بعد كل هذا أغراباً عن دينهم وعقيدتهم ولغتهم وتاريخهم وماضيهم المشرق، بل ربما يقفون هم بأنفسهم حجر عثرة أمام العودة إلى الإسلام، فتصبح عقولهم مليئة بالعلمانية والديمقراطية والوطنية والقومية والحريات الخاطئة والاختلاط والانحلال الخلقي والنفعية وكل إفرازات الرأسمالية العفنة، ما سيبقي الأمة تحت سيطرتهم وتحكمهم في كل شيء؛ في الثروات والحكومات والأنظمة والأفراد. وهذا ما نراه حاليا في عدد من أبناء وبنات هذه الأمة. فلعنة الله على الظالمين الذين يبغونها عوجاً وبالآخرة هم كافرون.

 

فيا أيها المسلمون: أولادكم أمانة في أعناقكم وأنتم مسؤولون بين يدي الله تعالى عن تربيتهم، فلا تغترّوا بتلك المدارس الممولة بأموال طائلة ولا بمدرسيها الماهرين في ظاهرهم لجذبكم إلى إيداع أولادكم بها والانخداع بهم حيث يدسون السموم القاتلة الخطيرة، ولا تقولوا تدريسها أحسن ومدرّسوها أمهر وأكثر خبرة والتجهيزات أفضل، فهذا كله مدروس وممنهج من خلال هذه المناهج والدروس، وبعد ذلك يحصل ما لا يحمد عقباه وتندمون حين لا ينفع الندم!

 

فساعدوا أبناءكم على الاحتفاظ بدينهم وعقيدتهم لينالوا خيري الدنيا والآخرة. واحذروا هذه المدارس الاستعمارية، واحموا أولادكم من شرها لما فيها من أسباب الفساد والإفساد والفسوق والعصيان. إن تلك المدارس دليل آخر على ضرورة العمل لإعادة تحكيم شرع الله بحيث تختفي هذه المدارس والقائمون عليها كما تختفي الخفافيش عندما يعم النور؛ نور الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وعسى أن يكون ذلك قريبا.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مسلمة الشامي (أم صهيب)

آخر تعديل علىالإثنين, 29 أيار/مايو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع