- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هدم للمساجد في إثيوبيا لإقامة "مشروع حضري"!
الخبر:
قتل 3 أشخاص وأصيب آخرون الجمعة 2023/6/2 في أديس أبابا في مواجهات بعد صلاة الجمعة قرب أكبر مسجد في المدينة بين الشرطة ومصلين شبان ناقمين على هدم مساجد في إطار مشروع حضري. (الجزيرة نت)
التعليق:
أطلقت إثيوبيا العام الماضي مشروع شيغر سيتي بإقليم أوروميا، ويتضمن دمج 6 بلدات تحيط بالعاصمة، وذلك لإنشاء مدينة حديثة، وشرعت السلطات في حملات إزالة لمئات المباني والمنازل والمساجد، بدعوى أنها غير قانونية. ووفق تقارير غير رسمية، أزالت السلطات بمدينة شيغر ما يقارب 200 ألف منزل و19 مسجدا، ومراكز لتحفيظ القرآن.
إنّ هذه الذريعة الواهية، ذريعة عدم الترخيص وإقامة المشاريع الاقتصادية والحضرية، هي الذريعة نفسها التي استخدمها المجرمون في مصر والهند وغيرهما من المناطق من أجل هدم المساجد والتنكيل بالمسلمين وإخراجهم من منازلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، وكأن ديدن الطغاة والمجرمين واحد، وكأن أساليب حربهم على الإسلام والمسلمين واحدة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
يعتبر الإسلام الديانة الثانية بعد النصرانية في إثيوبيا حسب التقارير الرسمية، وتتحدث بعض التقديرات عن أن نسبة المسلمين تشكل ما لا يقل عن 33% من عدد سكان البلاد البالغ نحو 115 مليون نسمة، لكن تقديرات أخرى تشير إلى أن المسلمين يحتلون مساحة سكانية أعلى من هذه النسبة بكثير، ويشكّلون أغلبية في إقليمي الصومال الإثيوبي وعفار، بينما يوجدون بنسب قليلة في إقليمي أمهرة وتيغراي. وقد تم فرض الثقافة الأمهرية على البلاد وفرض الأمهرية كلغة رسمية للدولة على الرغم من أن أديس أبابا نفسها تقع في ولاية أوروميا، وقد شكت قومية الأوروميا ذات الأغلبية المسلمة من التهميش على مدار التاريخ الحديث لإثيوبيا. "وتتفق مختلف القوى الإثيوبية مع أسيادها من الدول الكافرة المستعمرة بأن المسلمين لا نصيب لهم من الحكم في إثيوبيا ويتفقون على استمرار الوجه النصراني لإثيوبيا ومنع الإسلام من أن يطفو على الساحة السياسية في إثيوبيا رغم نسبة المسلمين الكبيرة في هذا البلد". (جواب سؤال: الزوايا الدولية والزوايا القومية المحلية للصراع في إثيوبيا، 2021/11/21)
لقد آوى ملك الحبشة (إثيوبيا حاليا) المسلمين عندما لجؤوا إليه في هجرتهم الأولى هربا من بطش قريش، فقد كان فيها ملك لا يُظلم عنده أحد كما وصفه ﷺ، واليوم المسلمون في إثيوبيا وفي سائر بلاد المسلمين لا يكادون يجدون أرضاً يلجؤون إليها مما يتعرضون له من بطش وظلم، ولا يجدون مَن ينصرهم ويلبي نداءاتهم واستغاثاتهم، فيا ربِّ هيئ لأمة الإسلام مَن ينصرها ويرفع الظلم عنها ويعيدها سيرتها الأولى؛ خير أمة أخرجت للناس.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة