الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مئوية تركيا لا تكون بالقول بل بالفعل والنهوض لا يكون بالتبعية لأمريكا بل بالإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مئوية تركيا لا تكون بالقول بل بالفعل

والنهوض لا يكون بالتبعية لأمريكا بل بالإسلام

 

 

 

الخبر:

 

قال أردوغان في خطابه في بيش تبة: "بإغلاق مراكز الاقتراع وإعلان نتائج الانتخابات تكون تركيا قد دخلت مسارا جديدا. بإذن الله بدأ القرن التركي وفتحت أبواب فترة نمو بلادنا، سنواصل تطريز القرن التركي من خلال حكومتنا الجديدة". (جريدة صباح، 2023/06/03)

 

التعليق:

 

إن القرن التركي ما هو إلا أمل جديد يُضاف إلى الآمال الكاذبة الناتجة عن المشاكل والأزمات الحادة، والبكاء على أطلال أمجاد الأجداد العظام التي يتوق الناس إليها، وخداع للشعب التركي الذي يعلم طبيعة وحقيقة النهضة الحقيقية للخلافة العثمانية التي اقتربت من أسوار فينّا وأرعبت أوروبا وكانت تأخذ ضريبة من أمريكا التي هي اليوم دولة عظمى، ووعود كاذبة غير واضحة وكلام مبطن بكلام معسول.

 

حتى الشعارات التي يستخدمها ويروج لها فهي الأخرى توحي بأنها أمريكية المصدر مثل القرن الأمريكي، فاتخاذ أردوغان أمريكا قدوة له بدل الرسول ﷺ أو حتى على الأقل أجداده وأسلافه الذين أقاموا الخلافة العثمانية لهو خير دليل على موالاته لأمريكا.

 

لندع هذا جانبا، ما هو مدلول قرن تركيا؟ وهل مضمونه ومعالمه واضحة؟

 

عندما يتزامن ذكر مناسبة ما مع دولة ما فإن هذا يعني أن هذه الدولة قد لعبت دورا مهما في هذه الحقبة المذكورة وأنها تسيطر على بقية أجزاء العالم. فعلى سبيل المثال عندما يقال القرن الأمريكي فالسامع يفهم سيطرة أمريكا وهيمنتها على العالم بما تمتلكه من قيم وتقنية وعملتها وقوتها العسكرية واقتصادها وغيرها. بما أنه قد بات من المعلوم أن أي ذكر لحقبة زمنية معينة مقترنة باسم دولة ما يعني لعب تلك الدولة دورا مهما في هذه الحقبة ترى هل ستلعب تركيا أردوغان دورا مهما في القرن الحادي والعشرين؟ وهل ستكون قادرة على قيادة العالم بقيمها وتقنياتها والجوانب الأخرى المذكورة آنفاً؟ وهل ستتربع الليرة التركية على عرش اقتصاد العالم كما هو الحال مع الدولار؟ وبمعنى أدق هل ستستطيع إزاحة الدولار عن عرشه؟ وهل ستزيح أمريكا وتجلس مكانها على عرش العالم؟

 

ولكي يعرف المرء استحالة ذلك كله لا يحتاج أن يكون عالما! ومع نظامها الحالي فإن تركيا لا تملك حق النقض في الأمم المتحدة مثل الدول الخمس الدائمة العضوية فكيف يتم الحديث عن قيادتها للعالم؟ حتى الغربان تضحك من أن تركيا ستكون رائدة القرن بتقنياتها المرقعة من هنا وهناك وقيمها المستوردة وعملتها المرتبطة بالدولار واقتصادها غير المنعتق وغير ذلك كثير. فأردوغان نفسه لا يصدق ذلك فضلا عن أي شخص بسيط. إن تركيا لن تكون رائدة القرن العشرين أو ناهضة ببعض الأعمال والمشاريع التقنية البسيطة مثل إنتاج بعض المروحيات والمدرعات. ولنفترض جدلا أن كل هذه المشاريع المحلية ناجحة وإن كانت مشاريع استثمارية أجنبية بامتياز من ألفها إلى يائها، ترى هل تكفي لإسقاط أمريكا من عرشها؟ بالطبع لا، فإن هذه المشاريع كلها هي مشاريع أردوغان، فهو اليوم موجود وغدا غير موجود.

 

من ناحية أخرى فإن الحكومة التركية قديمها وجديدها لا يمكن لها أن تنقش قرن تركيا بالمبدأ الرأسمالي المهترئ الذي يصطدم مع عقيدة الأمة. إنه فقط من خلال مبدأ الإسلام بقيمه وأنظمته وشكل نظام حكمه المنبثقة جميعا عن هذا المبدأ يمكن الوصول إلى القرن التركي. إن كل من يسعى إلى النهوض والتطور والارتقاء نحو الأعلى بغير الإسلام فإنه يبقى ذليلا صاغرا وتابعا للآخرين. لماذا لا يتخذ أردوغان عمر بن الخطاب قدوة لنفسه الذي اشتهر بعدله حتى مع الغنم وهو الذي قال: "كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله"؟!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

آخر تعديل علىالثلاثاء, 06 حزيران/يونيو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع