- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
انتخابات ميتة يحاولون إحياءها تحت وطأة الأزمات ورعب النظام المصري
الخبر:
غردت منصة مزيد عبر حسابها على تويتر نقلا عن موقع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي الاثنين 2023/6/5م، أن السيسي يخطط لتقديم موعد انتخابات الرئاسة لينصب نفسه على حكم مصر قبل اتخاذ قرارات اقتصادية قاسية ستثير غضب الشعب.
التعليق:
في مصر لا صوت يعلو فوق صوت الأزمات الاقتصادية وما تعانيه البلاد من تضخم وارتفاع في الأسعار مقابل انخفاض القيمة الفعلية للرواتب والدخول تحت ضغط تغول الدولار مقابل الجنيه والذي تخطى حاجز الـ40 جنيها فعليا في السوق الموازي بينما سعره الرسمي متوقف عند 30.9، وهناك ضغوط شديدة من المؤسسات الدولية على النظام لخفض القيمة الرسمية أو تعويم جديد يعطي مرونة في سعر الصرف تمكن المستثمرين من إخراج أموالهم متى أرادوا في صورة دولار، لكن النظام يدرك خطورة هذا القرار على الأسعار وعلى دخول الناس، والتي ستتسبب حتما في زيادة جديدة في معدل التضخم وانهيار كامل للجنيه فلن يقف عند الـ40 وربما يتجاوز الـ50 حينها بينما لا تزال الرواتب والدخول على وضعها بل وتنخفض بشكل مستمر أمام الارتفاع الجنوني للأسعار، كما أن التعويم ليس الشرط الوحيد بل هناك شرط آخر يخشى النظام المضي فيه قدما ويصر صندوق النقد الدولي على تنفيذه قبل الحصول على القسط الثاني من قرض الـ3 مليار دولار الأخير وراجع الدولة فيه خلال الأشهر الماضية ولا زال يراجع حتى يتأكد من التنفيذ، هذا الشرط يتعلق برفع يد الدولة عن الاقتصاد أو لنقل بشكل أوضح إخراج الجيش من الاقتصاد أو بيع الشركات التي يملكها، وهو ما يخشى النظام حال القيام به فقدان ولاء قادة الجيش المستفيدين مما تدره تلك الاستثمارات عليهم من أموال.
محاولة النظام تبكير موعد الانتخابات ليست خوفا من مرشحين محتملين لهم قبول لدى الناس فالانتخابات لعبة يتقنها العملاء ويتلاعبون بنتائجها حتى لو أتت على غير هواهم سينقلبون عليها كما فعلوا سابقا، فليس ما يخيف النظام هو وجود مرشحين أو حتى قوتهم رغم تنكيل النظام بكل من تسول له نفسه محاولة الترشح بصورة حقيقية دون استئذان النظام ودون أن يصبح جزءا من الحبكة الدرامية التي ينسجها النظام حول انتخاب رأسه لمدة جديدة. ولهذا تأجلت المراجعات مع الصندوق الدولي ويحاول النظام تقديم الانتخابات ويحاول في الإطار نفسه الخروج بحلول ترضي الصندوق الدولي والسادة في الغرب وتبقي للجيش استثماراته ولو بشكل جزئي يضمن ولاء قادته وحمايتهم للنظام ورأسه أمام أية هبّة أو حراك محتمل يتخوف منه النظام.
فالانتخابات القادمة تدور في ظل الأزمات الاقتصادية التي تنذر بعزوف الناس بجملتهم عنها إدراكا منهم لطبيعتها وأنها لن تأتي بأي تغيير، ما يعني أنها انتخابات ميتة ولن تفلح محاولات النظام وساسته وإعلامييه إحياءها مهما فعلوا ومهما حاولوا خداع الناس بوجوه مصبوغة بصبغات مختلفة بينما هي جزء من النظام الرأسمالي العفن الذي أذاق أهل مصر الويلات.
الانتخابات في حقيقتها وفي ظل الرأسمالية الحاكمة لن تأتي بأي تغيير ولن تكون إلا استمراراً وتكريسا للنظام الرأسمالي صانع الأزمات وليست سبيلا للنجاة أبدا بل سبيل النجاة الحقيقي والوحيد هو مقاطعتها بالكلية والعمل على إسقاط هذا النظام واقتلاعه من جذوره وإقامة الدولة التي تطبق الإسلام كاملا شاملا في ظل دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
يا أهل مصر الكنانة: إنكم لستم في حاجة لانتخابات مبكرة ولكنكم في حاجة لصحوة مبكرة ووعي حقيقي على أحكام الإسلام ووجوب تطبيقه عليكم وأنه وحده الذي يصلح حالكم ويخرجكم ومصر مما أنتم فيه، إنكم بحاجة إلى وعي مبكر على من يحملون هم هذا الدين ويعملون معكم وبكم وفيكم لاستئناف الحياة الإسلامية من جديد إخوانكم شباب حزب التحرير فكونوا معهم واحملوا وإياهم مشروعكم الحضاري المنبثق عن عقيدة الإسلام والذي يتحقق بإقامة دولته التي تصلح حالكم فشدوا على أيديهم وحرضوا أبناءكم المخلصين في الجيوش على نصرتهم فوالله إن عزكم فيها وفي ظل سلطانها وعدلها خلافة راشدة على منهاج النبوة.
﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر