غربة ما بعدها غربة!!

 

 

 

الخبر:

 

وفدان من حركة حماس والجهاد الإسلامي في القاهرة لبحث قضايا سياسية وملفات تخص التهدئة والمصالحة وتطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة. (العربية نت)

 

التعليق:

 

إن المفاهيم الصحيحة والعقيدة الصافية النقية توجد القناعة عند معتقدها وتولد عنده الرضا والاطمئنان، فالعقيدة الإسلامية وما يبنى عليها من أفكار وما ينبثق عنها من أحكام، تنظم حياة الإنسان وتحل مشاكله وتعيِّن هدفه في الحياة وتحدد وجهة نظره فيها، وتجعل له طريقة مميزة يُعرف بها ويلتزمها ولا يحيد عنها.

 

لكن إذا أصبح الهوى والمصلحة والمكاسب الدنيوية الزائفة هي المحرك للإنسان صار الارتماء في أحضان الأنظمة الخائنة لله ورسوله ولأمة الإسلام هو الغاية والهدف.

 

فأي ذل وهوان وصلتم له يا قادة حماس والجهاد الإسلامي؟! ألم تكف الدماء الزكية التي سفكت؟ ألم تكف لدغات هذه الأنظمة العميلة الخائنة المتكررة لتعودوا إلى رشدكم فتقطعوا حبالكم معها وتعيدوا ربطها مع الله وأحكامه؟! بأي حجة ستلقون الله تعالى غداً وبماذا ستجيبون؟! متى أصبح حبل هذه الأنظمة الفاسقة الظالمة أمتن من حبل الله؟!

 

حقاً يا قادة حماس والجهاد إنكم تعيشون غربة ما بعدها غربة، غربة عن مفاهيم الإسلام وأحكامه، غربة تجعل المنكر معروفاً والمعروف منكراً وتجعل الحلال حراماً والحرام حلالاً، فهذا شأن من جعل إلهه هواه!

 

إن ما تقوم به قيادات حماس والجهاد في فلسطين، وما تقوم به قيادات هيئة الجولاني (هيئة تحرير الشام) في الشام ما هو إلا عمل على حرف بوصلة المسلمين عن الطريق الصحيح الموصل بإذن الله لقلع هذه الأنظمة من جذورها وإقامة حكم الله في الأرض في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

رسالة نوجهها لإخواننا المخلصين في هذه الحركات للأخذ على يد قياداتها وكفها عن غيها التزاماً لأمر الله تعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليعلم هؤلاء أنهم لن ينالوا العزة بالاستكبار عن الحق والشموخ للباطل. قال تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله ناصر – ولاية الأردن