الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل ألقت أمريكا بذور الشك والريبة في المؤسسة العسكرية الروسية؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل ألقت أمريكا بذور الشك والريبة في المؤسسة العسكرية الروسية؟

 

 

 

الخبر:

 

صدر اليوم قرار باعتقال نائب قائد المجموعة المشتركة للقوات الروسية في أوكرانيا سيرغي سوروفيكين بناء على معلومات تفيد بأنه كان على اطلاع مسبقا بأمور التمرد الذي دبره قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين وأن سيرغي سوروفيكين لم يخبر القيادة عن ذلك.

 

التعليق:

 

يبدو أن أصابع أمريكا الخفية لم تكن بعيدة عن أحداث روسيا الأخيرة، فتطورات الأحداث بعد حركة التمرد قد كشفت أن قائد فاغنر وسوروفيكين ربما كانا ينسقان فيما بينهما، وقد نشرت نيويورك تايمز خبر معرفة سوروفيكين بما كان يخطط له قائد فاغنر من تمرد مسبقا، وربما يكون هذا الخبر هو سبب إعلان سوروفيكين خائنا. فهل أرادت أمريكا التخلص من سوروفيكين بإثارة الشكوك حوله؟ أم أنها أرادت زرع بذور الشك والريبة في المؤسسة العسكرية الروسية؟ فحتى لو لم ينجح التمرد الذي قاده بريغوجين فإن خبراً مثل هذا سيبدأ سلسلة من الإجراءات الوقائية في الجيش الروسي لتنظيفه، وهكذا تكون أمريكا استفادت من هذا الحدث، فكما يقال في المثل (الحجر الذي لا يصيب فإنه يدوش) الرصاصة التي لا تصيب فإنها تدوش.

 

المهم أن القيادة الروسية الآن في مأزق كبير؛ مأزق ثقة ومأزق تصدع، والأعلى من كل ذلك أن سوروفيكين ويفغيني بريغوجين هما من أبرز من كان النظام الروسي يعول عليهم في الملف الأوكراني، وهذا الملف هو هاجس بوتين منذ بداية الحرب وتعثر روسيا التراجيدي فيها.

 

والآن ما الذي سيحصل على الجبهة الأوكرانية؟ ومدى تسريب المعلومات الذي تم بعد هذه الفضيحة وهذه الأزمة في الجبهة الروسية؟ وإذا كان تعليق الرئيس الروسي على الأحداث منذ بداية اندلاع التمرد: "لا أريد أي شيء يلهيني عن الملف الأوكراني الذي هو أولوية لي"؟

 

إلى متى ستستمر عمليات التنظيف داخل الجيش في روسيا ومن ستطال؟ هل ستتطال المتورطين فعلا فقط؟ أم ستؤخذ حجة ليقوم بوتين بالتخلص من كل معارضيه في الجيش وخارجه من السياسيين؟ الأيام القادمة مليئة بالأحداث.

 

لا بد أن الشكوك والأوهام والريبة ستكون العدو الأكبر لصناع القرار في روسيا، وهذا أكبر عدو استطاعت أمريكا غرسه في المؤسسة العسكرية الروسية والذي سيقض مضاجع بوتين ولافروف وشويغو، وهذا لا يمكن التغلب عليه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

آخر تعديل علىالأحد, 02 تموز/يوليو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع