- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الصراع الأمريكي على الحكم في البرازيل
الخبر:
الشرطة البرازيلية تعثر على خطة انقلاب عسكري على هاتف مساعد بولسونارو. (الجزيرة نت)
التعليق:
تزامنا مع الملاحقات القضائية في أمريكا للرئيس السابق ترامب، تأتي هذه الأخبار المشابهة لها في البرازيل مع الرئيس السابق بولسونارو، فهذه الأخبار وغيرها في المشهد السياسي البرازيلي تؤكد الارتباط الوثيق بين واقع الصراع السياسي الدائر في البرازيل ومدى ارتباطها بالصراع الداخلي في أمريكا.
فبعد اعتماد بولسونارو ابن المؤسسة العسكرية التابعة بالولاء الكلي لأمريكا، والتي هي أداة أمريكية عريقة، ورجالها هم رجال أمريكا، ومنهم بولسونارو، وتزامن اعتماد بولسونارو في الحكم مع فترة حكم ترامب في أمريكا التي يدين الجيش والدولة العميقة بالولاء لها، وفي ظل خلافات الدولة العميقة في أمريكا صار ترامب يحشد النفوذ الخارجي في أوساط العملاء والتابعين لأمريكا لحسابه وحساب تياره وحزبه الخاص. وكان نصيبه في البرازيل تيار صاحبه بولسونارو.
ولكن ما إن خرج ترامب من الحكم واعتمدت الإدارة الأمريكية الجديدة إعادة الدولة العميقة ممثلة بـ(التوكانوس وتوابعهم ومحطة غلوبو وشقيقتها) وقاموا بالترويج للرئيس السابق لولا عبر بوق أمريكا الإعلامي قناة سي إن إن برازيل، كان الترتيب لتقديم لولا لخوض الانتخابات الرئاسية بعد أن تمت صفقات إخراجه من السجن وإلغاء المحكمة الدستورية العليا لحكم السجن بحجة عدم الاختصاص.
استطاعت أمريكا وأدواتها توصيل لولا للحكم وتجلى لها مدى تأثير ترامب على تيار بولسونارو في البرازيل. ولذلك مشت في سياسات القضاء التام على هذا التيار سواء في الوسط السياسي أو المؤسسة العسكرية ورجال الأعمال، وفي هذا السياق كانت الملاحقات القضائية لوزراء سابقين، والعزل لحكام ولايات وسياسيين، وفتح ملفات فساد مالي في مؤسسات تجارية كبرى، وحتى تغيير قائد الجيش، وأخيرا وليس آخرا الملاحقة القانونية للرئيس السابق بولسونارو.
وفي سبيل تحقيق كل ذلك تم استدراج جماعة بولسونارو لمحاولة الانقلاب التي كانت شرارتها أحداث اقتحام المباني السيادية الثلاثة في العاصمة البرازيلية في الثامن من كانون الثاني 2023، ووصف الإعلام الرسمي في البرازيل وسي إن إن برازيل، المشاركين في أعمال الشغب من أتباع بولسونارو بالإرهابيين، وكذلك من الجهات الحكومية، هذا كله مؤشر على ورطة أمريكا وصراعها في البرازيل! ومؤشر على حاجة أمريكا العاجلة في التخلص من نفوذ ترامب في البرازيل.
جدير بالذكر أن تيار بولسونارو حاليا يعول على عودة ترامب للحكم، لذلك حتى على هذا الصعيد تجهد أمريكا من جانبها للتخلص من ترامب كي لا يخلط عليها أوراقها أكثر في حديقتها الخلفية. فأمريكا في أزمة حقيقية في حديقتها الخلفية على إثر تشتت الولاء من أتباعها بل تصارع الموالين بناء على الصراع الداخلي بين أطراف الدولة العميقة في أمريكا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ياسر أبو خليل – (البرازيل – ساوباولو)