السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حكام آل سعود يشيرون إلى أن التطبيع مع كيان يهود لا يكفي لتثبيته بل يلزمه اندماج تجاري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حكام آل سعود يشيرون إلى أن التطبيع مع كيان يهود لا يكفي لتثبيته بل يلزمه اندماج تجاري

 

 

 

الخبر:

 

أشارت السفيرة السعودية لدى أمريكا، الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، بعد ظهر يوم السبت، إلى أنّ السلام بين يهود والفلسطينيين يتماشى مع رؤية 2030، لافتة إلى أننا "نريد أن نرى إسرائيل مزدهرة كما نريد أن نرى فلسطين مزدهرة". كلام السفيرة أتى في محادثة مع أندريا ميتشل من NBC في مهرجان آسبن للأفكار في أسبن، كولورادو، إذ قالت إنّ السعودية تركز على التكامل على العلاقات الطبيعية مع كيان يهود، وأوضحت: "نحن لا نقول التطبيع، نحن نتحدث عن شرق أوسط متكامل، موحد ككتلة مثل أوروبا، حيث لدينا جميعاً حقوق سيادية ودول ذات سيادة، ولكن لدينا مصلحة مشتركة، إذن هذا ليس تطبيعاً. التطبيع هو أنك جالس هناك، وأنا أجلس هنا، ونحن نتعايش نوعاً ما، لكن بشكل منفصل. التكامل يعني أن موظفينا يتعاونون، وتتعاون أعمالنا، ويزدهر شبابنا".. (صوت بيروت 26/06/2023، بتصرف)

 

التعليق:

 

لا يتوانى حكام آل سعود في إظهار انضباعهم بالحضارة الغربية كما فعلت هذه السفيرة، حيث أشارت في حديثها المطول مع الصحفية أندريا ميتشل إلى مواضيع متعددة منها الرياضة النسائية ومفهوم الولاية على المرأة ورفع الوصاية عنها والسياسة الدولية وموضوع علاقة بلاد الحرمين مع كيان يهود. والملاحظ أن حديثها عموما اتسم بأنه معروض من زاوية الحركات النسوية أي نظرة فصل الدين عن الحياة.

 

واعترفت السفيرة بأن عقلية أهل البلاد لم تتغير بالرغم من سن القوانين التي تزيل مفهوم الولاية على المرأة لكنها رأت أن هناك إمكانية لتتغير عقلية الذكور بعد عقد من الزمان. وما يعنيني أكثر في تعليقي هو ما طرحته السفيرة حول موضوع علاقة حكام آل سعود مع كيان يهود، حيث أقرت أنهم يتبنون المشروع الأمريكي أي حل الدولتين، وحصرت المشكلة بين الأمة الإسلامية وكيان يهود بأنها تدور حول موضوع بناء مستوطنات جديدة، أي قامت بكل وقاحة بالاعتراف بكيان يهود. ثم أضافت أنه يتوجب الانتقال من مرحلة التطبيع أي مجرد الاعتراف بكيان يهود إلى مرحلة متقدمة أكثر تشمل التعاون التجاري ضمن شرق أوسط مندمج.

 

وكل ما ذكرته السفيرة ليس غريبا على الأمة الإسلامية، فإن للأمة الإسلامية تجربة طويلة في تذوق مرارة خيانة حكام آل سعود وغيرهم من حكامها العرب والعجم، وقد أدوا جميعا دور غرقد يهود بنجاح منقطع النظير، ولا يستغرب هذا كونهم جميعا أنشئوا وصُنعوا على عين بريطانيا، ليكونوا خناجر في قلب الأمة الإسلامية، وليس فقط كيان يهود.

 

ومهما فعل حكام آل سعود وغيرهم من حكام المسلمين، فلن يتمكنوا من جعل كيان يهود واقعا مقبولا عند المسلمين، سواء قام اليهود ببناء مستوطنات جديدة أم توقفوا عن بنائها، وذلك لسبب بسيط، وهو أن الأمة الإسلامية تتخذ الإسلام مبدأ لها، وهذا المبدأ يرى في تبني مشروع سورة الإسراء الرباني حلا لمشكلة الأرض المقدسة، بخلاف حل الدولتين الأمريكي. وذلك الحل الرباني يقضي بكنس كيان يهود عن الوجود، وليس التطبيع معه ولا إدماجه اقتصاديا في المنطقة. ومن جملة ما جاء في الحتمية التاريخية لكيان يهود أي كنسه عن الوجود، عبارة للشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله ضمن آخر جواب سؤال أصدره يوم 8 من ذي القعدة 1397هـ الموافق 19/11/1977 "أن المسلمين سيذبحون اليهود". أما أبلغ ما ذكر فقوله ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» رواه مسلم

 

فمن منكم يا جيوش المسلمين يأخذ هذا الحل ويتبناه يجعله واقعا نعيشه، بوصفه جزءا من الأحكام الشرعية العملية، لا مجرد التصديقات العقدية؟ قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نزار جمال

آخر تعديل علىالأحد, 02 تموز/يوليو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع