- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
شكل الدولة والأسس التي تقوم عليها هو الذي سيفكك ما تبقى من البلاد
الخبر:
قال حاكم إقليم دارفور مني آركو مناوي في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر يوم الجمعة 2023/6/30 إن الحل الأمثل للأزمة هو الضغط على أطراف الصراع بقبول وقف إطلاق النار الدائم ومراقبة إقليمية، مع ترك القضايا السياسية للقوى السياسية لكي تدير حوارا وطنيا سودانيا شاملا يتفق السودانيون على شكل الدولة، والأسس التي تقوم عليها، وهياكلها، وعلاقاتها الرأسية والأفقية، أي محاولة للسطو على الحكم، دون ذلك سيفكك ما تبقى من البلاد. (نبض نيوز 2023/7/1)
التعليق:
إن حاكم إقليم دارفور يعلم تماما أن الحرب لم تقم إلا من أجل إبعاد رجال بريطانيا من المشهد السياسي السوداني، والقضاء على ما يسمى بالاتفاق الإطاري الذي يجعل السلطة الحقيقية في أيديهم؛ لذلك فلن تقف هذه الحرب إلا إذا نضجت الطبخة الأمريكية المسمومة، عندها لن يحدث ما يريده مناوي لأشياعه، لأن العسكر هم من يتولون الحكم، ولا مكان حينئذ للمدنيين إلا صوريا، ولن يكون بعد ذلك حوار جدي لتسليم السلطة للمدنيين، وسينحصر الحوار فقط بين عملاء أمريكا وحدهم بحجة إيقاف الحرب، أما الحوار السياسي فلن يسمح للمدنيين بالاشتراك فيه إلا بقدر يسير.
أما شكل الدولة والأسس التي تقوم عليها، فمتفق عليها بين كل القوى الاستعمارية وعملائهم، فهي دولة علمانية تقوم على أساس فصل الدين عن الدولة، وترتبط بالمستعمر، أوروبيا كان أو أمريكيا، ارتباطا وثيقا، فحديث مناوي يصب في مصلحة أقرانه من رجال بريطانيا، وهو يريد إخراج العسكر من العملية السياسية بالكامل. وهذا لن يحدث حتى لو أدى الأمر إلى تدمير السودان وتشريد أهله، وهو ما يحدث في السودان، كما حدث من قبل في اليمن وسوريا.
إن أمريكا لا يهمها ما يحدث للشعوب ما دامت شعوباً إسلامية، بل إن همها الأول، بل الوحيد، هو السيطرة على مقدرات البلاد وثرواتها بواسطة عملائها مهما كان الثمن، وسيظل هذا حال أهلنا في السودان وفي غيره من بلاد المسلمين، ما لم تنتفض الأمة في وجه عملاء الاستعمار أيا كانوا، مطالبة أهل القوة والمنعة بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، بدلا من تحطيم قوتهم في صراعات فيما بينهم لمصلحة الأعداء، وهذا هو الذي يحفظ البلاد، فيعود الخير لأهلها، وترفع راية الإسلام عالية، ونعود خير أمة كما أراد لنا رب العباد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان