الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله

 

 

 

الخبر:

 

ليلة رابعة ساخنة بفرنسا.. صدامات عنيفة في مرسيليا وحرق بلدية بباريس ومتظاهرون ينهبون أسلحة.

 

... وقد أفاد مراسل الجزيرة باندلاع صدامات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين مساء أمس الجمعة في مرسيليا (جنوبي فرنسا) مشيرا إلى إصابة شرطيين واعتقال أكثر من 80 شخصا. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

إن هذا العنف غير المسبوق والمتواصل دون هوادة ما هو إلا تعبير عن الاحتقان الشديد لدى فئات المجتمع في فرنسا، وهو عبارة عن أزمة ثقة بين النظام الرأسمالي الحاكم، وفئة كبيرة من الشعب الفرنسي الذي بدأت حياته تتغير من حيث الرفاهية، وهذا ناجم عن التضييق الذي تمارسه الحكومة لحماية مصالحها ومصالح المنتفعين الذين يمثلون الطبقة الحاكمة.

 

وهذا طبعا ليس وليد اليوم ولا الأمس أو حادثة هنا أو هناك، بل بدأت معالمه ترسم منذ أكثر من عقدين، حيث بشاعة الرأسمالية والقائمين عليها لم يحققوا من وراء الحرية الشخصية المزيفة إلا الشذوذ، ودمار النسيج المجتمعي وهشاشة العلاقات الأسرية ودمارها، وهذا كله كان يغطى بستائر النجاح التي حققته الرأسمالية من حرية التملك والسوق الحرة، حيث أصبح النظام السياسي كله تابعا لرأس المال المتحكم، وكانت تلك الستائر على حساب الشعوب الأخرى الفقيرة أو المستعبدة لذلك النظام المتحكم.

 

وهذا ليس حال فرنسا فقط بل العالم بأسره، فاليوم فرنسا، وغدا سائر أوروبا وتتبعها الأمريكتان حتى يعم العالم.

 

فشباك الرأسمالية المتوحشة جعلت العالم كله عبيداً لرأس المال المتحكم، ومع قرب انهياره لن يأبه لتلك الشعوب لذلك سوف تعيش تمزقا وهو موجود أصلا، ولكن سوف ترفع الستائر وينكشف المستور وهو أفظع ما قد تعرفه البشرية من توحش الرأسمالية.

 

وبالعودة إلى حادثة الشاب نائل فإن هذه الحادثة ليست جديدة على عنصرية فرنسا، فعلى مدى 18 عاما كان هناك عنف في ضواحي المدن الكبرى، لا سيما باريس حاضرة لم تغب، وهذا يعود بسبب تركز أجيال المهاجرين في تلك الضواحي، ودائما تعبّر الشرطة الفرنسية عن رفض هؤلاء المهاجرين عبر العنصرية الزائدة، وبالمقابل يعبر المهاجرون عن رفض تهميشهم المجتمعي والسياسي والاقتصادي الذي أدى إلى ارتفاع البطالة وزيادة معدلات الفقر.

 

واليوم مع حادثة نائل تحاول الحكومة وأبواقها تحويل هذه العنصرية وتوجيهها نحو الإسلام والمسلمين حصرا، ومحاولة زرع الطائفية الدينية والزج بها في هذه الصدامات، وهذا ما جاء عبر حسابات لأشخاص محسوبين على الحكومة حيث يقولون: إن سبب الأحداث في فرنسا هو الإسلام، مذكرين بما قاله عبد الله بن زايد في مؤتمر "العزم يجمعنا"، حيث قال: "سيأتي اليوم الذي نرى فيه متطرفين وإرهابيين يخرجون من أوروبا بسبب ضعف آليه اتخاذ القرار أو لرغبة الأوروبيين أن يكونوا صائبين سياسيا بأنهم يعرفون الشرق الأوسط والإسلام أكثر منا".

 

إن الحرب التي أطلقها الرأسماليون كانت حرية النهب والجشع لمصالحهم ضد هذه الشعوب، ولكن هذه الشعوب سوف تتحرك يوما لأجل لقمه عيشها، وتتسع المطالب لاحقا سعيا لحياة كريمة، وهذه الحياة لن يؤمنها لهم سوى خروجهم من قبور الرأسمالية والبحث عن نظام يحترم إنسانيتهم ويرعى شؤونهم.

 

وفي الحقيقة لا يوجد نظام سوى نظام الإسلام الذي يدبر شؤون الإنسان بما يحمله الإنسان من فطرة، ووفقا لما يتناسب مع هذه الفطرة حتى يبقيها سليمة.

 

يا أيها المسلمون في جميع بقاع الأرض: إن الحل بأيديكم فكونوا عونا لإخوتكم العاملين على إعادة حكم الإسلام وتطبيق شرع الله الموافق للبشر أجمعين، وهو الحل لهم، والسعادة هي أن نحقق رضوان الله مالك كل شيء.

 

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

آخر تعديل علىالإثنين, 03 تموز/يوليو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع