تحكيم القرآن خير ردّ على الإساءة للقرآن

الخبر:

الجزيرة مباشر/ قام عشرات المتظاهرين العراقيين، اليوم الخميس، باقتحام مقرّ السفارة السويدية في بغداد، احتجاجاً على إحراق عراقي مقيم في ستوكهولم نسخة من المصحف الشريف.

وجاءت التظاهرة استجابة لدعوة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي يحظى بشعبية كبرى في البلاد، والذي دعا إلى تظاهرة أخرى غدا الجمعة بعد صلاة المغرب تزامناً مع دعوات إلى التظاهر من جهات أخرى.

وبقي المتظاهرون في السفارة السويدية نحو ربع ساعة، ثم خرجوا بهدوء لدى وصول قوات الأمن.

ودان الصدر والحكومة العراقية ما قام به سلوان موميكا، وهو لاجئ عراقي في السويد أحرق أمس بضع صفحات من مصحف شريف أمام أكبر مسجد في ستوكهولم.

ومن جانبها شجبت الحكومة العراقية هذا العمل غير المسؤول والعنصري، واستنكرت وزارة الخارجية الإذن الذي أعطته السلطات السويدية لمتطرف بحرق نسخة من المصحف الشريف.

التعليق:

تتكرر الإساءات الموجهة للإسلام ولنبي الإسلام وللمسلمين ولكتابهم القرآن الكريم بين الحين والآخر، وتزداد شناعتها وجراءتها، والعاقل يعلم من غير تكلف أنّ السبب الرئيس لعدم ارعواء هؤلاء المسيئين عن القيام بأفعالهم المشينة، هو فقدان الأمة الإسلامية لحاميها الذائد عنها وعن محارمها ومقدساتها.

فمن أين يأتي الرد الرادع؟ أمِن حكام خونة باعوا آخرتهم بعرض من الدنيا قليل، متنافسين لاهثين وراء ما يرضي أسيادهم من الغرب الكافر، متسابقين في التطبيع مع يهود؟ أيردع أمثال هؤلاء شجب أو تنديد؟ أيكفّهم عن الإساءة استنكار أو اعتراض شكلي يقوم به مسؤول أو حاكم من الحكام العملاء؟

لا والله، لم يمنعهم ذلك من المطاولة في الإساءة والتمادي في العدوان، وقد أثبت الواقع عدم جدوى ردود الأفعال تلك.

إنّ الردّ الحقيقي الوحيد على الإساءة للقرآن الكريم، هو تحكيم القرآن الكريم، بالعمل على إقامته في الأرض دستورا يحكم المسلمين، فإنّهم ما حرقوه ولا اجترأوا عليه إلا لغلٍّ حملوه في قلوبهم تجاهه، ولعلمهم أنّ هذا الكتاب هو مبعث عزّ المسلمين وسبيل نجاتهم وهيمنتهم على سائر الأمم. ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾.

فيا أمّة العزّ والخير: لا تضيعوا جهودكم، ولا تضيعوا بوصلتكم، فالله تعالى قد أوجب عليكم تحكيم كتابه العزيز، وإقامة شرعه الحنيف، فبإقامته رضا ربكم، وكبت عدوكم، وخير ردّ على كل مسيء لدينكم.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال زكريا