- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
"التعاون الإسلامي" تدعو إلى تدابير جماعية ضد تكرار تدنيس المصحف!
الخبر:
دعت منظمة التعاون الإسلامي، الأحد، إلى اتخاذ تدابير جماعية ضد تكرار تدنيس المصحف. ووفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، فقد أعربت الأمانة العامة في بيانها عن استنكارها لتكرار هذه الاعتداءات الدنيئة، "ومحاولات تدنيس حرمة القرآن الكريم، وغيره من قيم الإسلام ورموزه ومقدساته". وأكدت مجدداً الالتزام الذي "أخذته جميع الدول على عاتقها، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بتعزيز وتشجيع احترام ومراعاة حقوق الإنسان، والحريات الأساسية للجميع على الصعيد العالمي، دون تمييز بسبب العرق، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين".
وحذرت الأمانة من "خطورة هذه الأعمال التي تقوّض الاحترام المتبادل والوئام بين الشعوب، وتتعارض مع الجهود الدولية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف". وقالت المنظمة، إن "تدنيس المصحف والإساءة للنبي ليست حوادث إسلاموفوبيا عادية".
وحث البيان "حكومات البلدان المعنية على اتخاذ إجراءات فعالة لمنع تكرارها، وضرورة ضمان أن يمارس الجميع الحق في حرية التعبير بروح المسؤولية، ووفقاً لقوانين وصكوك حقوق الإنسان الدولية ذات الصلة، وأهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات والحضارات من أجل السلام والوئام في العالم". (عربي 21، 29 حزيران 2023)
التعليق:
لا تستحق هذه المنظمة الميتة من الاهتمام والتعليق سوى القول إن مجموع الأصفار يساوي صفراً! وأقصى ما هنالك أن تكون الإدانة جماعية بدلاً من أن تكون فردية!
المهم في الموضوع هو هذه التعديات المستمرة على مقدسات المسلمين، وما الذي يجب حيالها.
المسلمون أمام هذه المصيبة، كما في المصائب السابقة، يرفعون أكف الدعاء، والكتابة والصراخ والمقاطعة، ولكن هل هذه فقط هي مقدرات شعوب أمة الإسلام؟!
الأمم والشعوب القوية تأخذ حقها بيدها، وهذا ما نشاهده عياناً. فلطالما داست أمريكا، مثلاً، على الشرعة الدولية المزعومة والأعراف الدبلوماسية كي تحقق لها مصلحة؛ تدمر مدينة هنا، وتحاصر دولة هناك، وتغزو أخرى، و"من لم يكن معها فهو ضدها"! وها هي روسيا تعبر الحدود لتبتلع شرق أوكرانيا، ومن قبلها قضمت القرم. والكيان الغاصب في فلسطين - القوي بحبل أمريكا - تمتد يده لتطال المجاهدين في طول العالم وعرضه. نحن فقط، يُفرض علينا أن لا نتجاوز شرعة الطاغوت الدولية، ونكتفي فقط بخطاب الشجب والاستنكار والتغريدات والهاشتاقات!
في مثل هذه الأحداث يجب علينا كسر الطوق والخروج من الدائرة المفرغة. يجب تعبئة الرأي العام بأحكام الطريقة العملية لنصرة مقدسات الإسلام ونصرة المسلمين. وقصة قتل كعب بن الأشرف لا بد أن تكون على كل لسان وموضوع خطب المنابر، وحديث الأب مع أبنائه، وترويسة بيانات هيئات العلماء والدعاة، وتغريد المغردين...الخ
العديد من المشايخ يكررون أن "أقل الواجب هو المقاطعة"! طيب، وما هو الأكثر من ذلك؟ لماذا لا يصدع علماء المسلمين المتبوعون والدعاة الموثوقون بفتاوى هدر دم من يتعرض لحرمات الرسول ﷺ؟!
إن جهود الشعوب المسلمة وجماعاتها وهيئاتها وأحزابها هي جهود مشكورة بلا شك؛ في التحريض والتحشيد والمقاطعة...الخ، إلا أن نصرة مقدسات المسلمين بالقوة والردع والتأديب تتطلب قوة حكم وحاكم لا يخشى إلا الله، يقول ويفعل ما يقول. فهل ما زال البعض يشك بهذه الحقيقة؟! قال ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، ورحم الله السلطان عبد الحميد حينما وجه تحذيرات جدية وصارمة إلى فرنسا حينما علم بمشروع تقديم مسرحية هناك تنال من جناب النبي ﷺ، فكانت نتيجة هذه التحذيرات أن تم التراجع عن عرض المسرحية.
نكررها ولا نكلّ من التكرار: بلا خلافة على منهاج النبوة تكون مقدسات الأمة وثرواتها وأبناؤها وبلادها وشجرها وحجرها نهباً لكل طامع ونهشاً لكل علج فاجر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ ولاية الكويت