- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عيدروس الزبيدي يستند علانيةً إلى الغرب الكافر لإقامة دولته في جنوب اليمن
الخبر:
أعلن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي إلى انفصال جنوب اليمن وإقامة دولة جنوبية، أعلن في لقاء صحفي في لندن "لا نستطيع إعلان الانفصال إلا بموافقة الأمم المتحدة ودول الإقليم (الخليج)". (كريتر سكاي، الثلاثاء 4 تموز/يوليو 2023م).
التعليق:
إن الدعوة إلى انفصال جنوب اليمن وتحريرها من الشماليين، علاوة على أنها دعوة تفرقة عنصرية، هي في الوقت ذاته دعوة إلى وهم التحرر والاستئثار بكامل الثروة في الجنوب، لأن الاستناد إلى الأمم المتحدة يعني تسليم البلاد وثرواتها إلى الغرب الكافر المستعمر الذي يتنافس اليوم على النفوذ والثروة في اليمن، وبهذا سيظل أهل الجنوب وأهل اليمن جميعاً تحت سيطرة الدول العظمى التي ستعترف بدولة الجنوب في حال إعلان عيدروس الزبيدي لها. وبالتالي سيتبخر وهم حصول أهل الجنوب على تحررهم وتمكنهم من ثرواتهم الطبيعية.
لقد قبع جنوب اليمن تحت نير الاحتلال البريطاني أكثر من قرن من الزمان، ولا زالت بريطانيا متمسكةً بعدن رغم منافسة أمريكا اليوم الشديدة لها ومحاولة إخراجها منها ومن اليمن كاملا.
وتلجأ بريطانيا في الحفاظ على اليمن عن طريق إدخال محميتها الإمارات إلى عدن والسواحل الجنوبية، وعن طريق (شرعية المجلس الرئاسي) والأحزاب الملتفة حوله، والمجلس الانتقالي الذي أنشأته الإمارات عام 2017م ودعمته عسكرياً وسياسياً للسيطرة على السواحل والمؤانئ اليمنية.
بينما تستخدم أمريكا إيران لدعم الحوثيين وإحكام سيطرتهم على شمال اليمن، وتستخدم السعودية من أجل مزاحمة الإمارات على المناطق الجنوبية، وظهر هذا الصراع جلياً مؤخرا في محافظة حضرموت عندما دخلها المجلس الانتقالي بمدرعاته المصفحة معلناً أنها تابعة لدولة جنوب اليمن المزمع إعلانها، إلا أن السعودية ردت مباشرةً بإنشاء مجلس حضرموت الوطني، ليعلن استقلالية حضرموت عن مشروع دولة الجنوب.
وبهذا يتضح أن المجالس المحلية والقادة المحليين ما هم إلا دمى يحركهم الكافر المستعمر كأدوات في تنافسه للسيطرة على النفوذ والثروة في اليمن، ويتضح أن لا أحد من تلك القيادات يعمل لمصلحة الناس وتحسين أوضاعهم في الوقت الذي تطحنهم فيه الأزمات الاقتصادية وانهيار العملة وانعدام الأمن وتردي الخدمات الأساسية.
إن حل الأزمة في اليمن لا يكون إلا بتحكيم شرع الله وذلك بإيقاف الحرب ووقف نزيف الدم، وطرد الكافر المستعمر منها بطرد أدواته المحلية والإقليمية، وتوزيع الثروة على أساس الأحكام الشرعية بين الناس، وذلك ممكن متيسر لو استجاب أهل القوة والمنعة في البلاد من ضباط وقوى مؤثرة لدعوة المخلصين داخل الأمة لإعادة الخلافة على منهاج النبوة، التي وعد الله المؤمنين العاملين لإقامتها بتمكينهم منها، وبشر نبي الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام بعودتها «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد.
يا أهلنا في جنوب اليمن وشماله: إننا ندعوكم إلى مشروع الإسلام العظيم؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تستند في وجودها إلى عقيدة الأمة ومقدراتها الذاتية وإلى مراكز القوى الطبيعية فيها، وليس إلى الأمم المتحدة ولا إلى دولها العظمى أو دويلاتها في الإقليم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن