- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
العبء المالي
(مترجم)
الخبر:
بعد أن تمت الموافقة على مشروع القانون المالي واعتماده من الدولة، ارتفعت سياسة الضرائب بشكل جذري على جميع مجالات الاقتصاد. وقد أدت هذه الاعتمادات إلى حدوث معارضة شديدة وخاصة بخصوص زيادة ضريبة القيمة المضافة بنسبة 8٪ على منتجات الوقود، وضريبة تعديل الدخل بنسبة 1.5٪ على المنازل، وأيضاً ضريبة 1.5٪ على المحتوى الرقمي... وغير ذلك.
التعليق:
لم تنته معارضة أزيميو لا أوموجا وغيره من النشطاء إلا بمعارضة التبني دون طرح أي بديل، ما يشير إلى إفلاس النظام الرأسمالي في تخليص الناس من هذا العبء المالي الهائل. من ناحية أخرى، تفتقر المعارضة السياسية إلى الإخلاص في النضال من أجل مصلحة الشعب، بل تسعى فقط للحصول على أهمية سياسية رخيصة.
إن فرض الضرائب كمصدر رئيسي للإيرادات في أي دولة رأسمالية يترك حكومة كينيا كوانزا بلا خيار خاصة بعد ارتفاع الدين الوطني الضخم الذي يصل إلى حوالي 70٪ من الناتج المحلي الإجمالي. ولتزيد الأمور سوءاً، فجميع الممتلكات العامة مثل الكهرباء والنفط وغيرها تملكها شركات خاصة هدفها تحقيق أرباح من محنة الشعب. فقد جعلت الضرائب العالية وتخصيص الممتلكات العامة فعلاً فواتير الخدمات العامة عبئاً مالياً لا يترك مجالاً للرحمة على الإطلاق.
الضرائب في جوهرها تثبط الإنتاج، وهو الحل الذي تؤمن به الرأسمالية بدعوى ندرة الموارد. وهذا يثير التساؤل لماذا تفرض الضرائب على الحل لاقتصاد هو أساس سبل العيش؟ العيوب في النظام تجعله مستسلما في إدارة شؤون الشعب. لماذا الدخل الضريبي الذي تم جهده للمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي؟ الجواب بسيط كل ما هو عام أصبح خاصا تاركا الناس تحت رحمة الشركات التي هدفها الوحيد هو الربح.
بينما تعتقد إدارة كينيا كوانزا أن تحصيل الضرائب الضخمة هو الحل، إلا أن النتيجة على أرض الواقع تختلف عن ضجيج الخطاب السياسي، حيث ستزداد معدلات البطالة والفقر، والتعثر في سداد القروض بسبب العبء المالي الكبير الذي سيجعل من الصعب على الأفراد سداد الدين. وبدوره، سيشوه ذلك السوق المالية حيث سيحتكر الكثيرون النقد في الودائع الثابتة بدلاً من الاستثمار في السوق. ستتأثر المعاملات التجارية كوحدة اقتصادية بشكل سلبي، حيث سيقلل الكثيرون من النفقات غير الأساسية وسداد فواتير الخدمات العامة الضخمة.
الإسلام، الذي هو رحمة من خالق الإنسان والحياة والكون، يقف كدليل تاريخي على كيفية تحرر البشرية من قيود الربا والكيانات السياسية في زمنها وتحولها إلى مجتمع عالي الوظائف يقضي على الفقر ويجعل سبل العيش سهلة ومتاحة بدون قيود من دولة الخلافة، بل أصبحت المساعد الرئيسي لسبل العيش الشريفة.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿مَّا أَفَاء اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي عمر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا