معضلة التّخلُّص من الدولرة

(مترجم)

الخبر:

في 24 أيار/مايو 2023، ذكرت وكالة رويترز أن "كريستالينا جورجيفا، المدير الإداري لصندوق النقد الدولي، صرحت حول إلغاء الدولرة في العالم: "لا نتوقع تحولاً سريعاً في الاحتياطيات لأن السبب في أن الدولار هو عملة احتياطية يرجع إلى قوة اقتصاد الولايات المتحدة وعمق أسواق رأس المال فيها".

التعليق:

تتخذ العديد من البلدان مناهج ومواقف متنوعة فيما يتعلق بالتخلص من الدولرة. والجدير بالذكر أن روسيا تُظهر التزاماً قوياً بهذه العملية، على الرغم من أنها تفتقر إلى الأدوات والبنية التحتية اللازمة لتنفيذ خططها بشكل فعال. في المقابل، لم تقم الصين بعدُ بصياغة استراتيجية محددة للتخلص من الدولرة. وتفتقر الهند حالياً إلى الاهتمام بمتابعة التخلص من الدولرة، حيث إن 86٪ من عائدات صادراتها بالدولار و15٪ فقط من هذه العائدات بالدولار تأتي من أمريكا.

على الرغم من أنه قد تكون هناك بعض الزيادة في المعاملات القائمة على المقايضة أو العقود التجارية التي تستخدم العملات المحلية بين الدول المختلفة، إلاّ أن كلا من الصين والهند تترددان في تبني التخلص من الدولرة تماماً لأن إنشاء عملة احتياطية جديدة للعالم يتطلب عملات عالية السيولة وسهلة التوفر، ويفتقر اليوان والروبية إلى هذه الصفات في الوقت الحالي.

يشترط الإسلام أن تستخدم الدولة الإسلامية الذهب والفضة كعملة. إن الذهب والفضة فقط هما اللذان سيساعدان دولة الخلافة في إطلاق حملة دولية لإزالة الدولار من التجارة الدولية واستبدال الذهب والفضة به. وسيؤدي استخدام الدينار الذهبي والدرهم الفضي إلى إنهاء حروب تخفيض قيمة العملة بين الدول حيث ستكون أسعار الصرف بين الدول مستقرة لأن تبادل العملات سيرتبط بوزن الذهب والفضة المعروفين باحتفاظهما بقيمتهما.

لا يصح في الإسلام أن تكون العملة غير الذهب والفضة لورود الأدلة الشرعية عليها. فقد اتخذ رسول الله ﷺ الذهب والفضة نقدا للدولة الإسلامية، وعرفت أيضا بأوزان قريش بالدينار والدرهم. عن طاووس عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «الْوَزْنُ وَزْنُ أَهْلِ مَكَّةَ» رواه أبو داود. كان وزن العشرة دراهم يساوي سبعة مثاقيل، وبحسب أوزاننا اليوم فإن دينار الذهب يساوي 4.25 جرام، ودرهم الفضة 2.975 جرام.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس زيشان – ولاية باكستان