الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
غثاء كغثاء السيل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

غثاء كغثاء السيل

 

 

 

الخبر:

 

للمرة الثانية تسمح الشرطة السويدية للاجئ العراقي سلوان موميكا بتنظيم تجمع يتم خلاله حرق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم.

 

وتبرر الشرطة السويدية أن الإذن لم يُمنح على أساس طلب رسمي لإحراق كُتب دينية، بل على أساس إقامة تجمّع عام سيتمّ التعبير خلاله عن "رأي" بموجب الحق الدستوري بحرية التجمّع.

 

في الوقت الذي قال المنظم إنه يريد حرق نسخة من المصحف أثناء التجمع، بحسب وكالة الأنباء السويدية التي أشارت إلى أنه الشخص نفسه الذي نظم حرق المصحف أمام مسجد في ستوكهولم في 28 حزيران/يونيو، يوم عيد الأضحى.

 

التعليق:

 

المشكلة ليست في شخص تافه هنا وهناك يتطاول على الإسلام ويستفز المسلمين في معتقداتهم، بل المشكلة أكبر من ذلك، وهي من ناحيتين:

الأولى: في المنظومة الفكرية العفنة التي يريد الغرب تسويقها لنا، وهي فكرة الحريات، التي أشقت الإنسانية ونزلت بها عن منزلة الدواب، فالحرية الشخصية وما أنتجت من تحلل أخلاقي وتفكك للمجتمعات، حتى بات الشذوذ يقنن ويدافع عنه!

 

ومع كل ما نراه من آثار هذه الأفكار العفنة، التي تلفظها الفطرة السليمة، لكن الغرب لا يزال يزينها، ويسوقها، ويحاول إقناع العالم بصحتها!

أما الناحية الثانية: فهي موقف الأمة الإسلامية تجاه هذه الهجمة الفكرية التي تهدد وجودها كأمة، والتي باتت في موقف لا تحسد عليه، فلا نسمع منها إلا الصراخ والعويل، وهي تتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى، والسبب في ذلك هو الوهن الذي أصابها، والقيود التي وضعها الكافر في معصميها من الحكام الخونة، لذلك لا غرابة والحال هكذا أن يتطاول أتفه خلق الله عليها.

 

أيها المسلمون: لقد تداعت عليكم الأمم بعد أن أمنوا عقابكم، وذهبت تلك الهيبة التي كانت عندهم منكم عندما كانت لكم دولة وسلطان، عندما كانوا يصفون جيشكم بأنه الجيش الذي لا يُغلب، وكل ذلك بسبب الوهن الذي أصابكم والذي فسره رسول الله ﷺ بأنه «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»، فليس هناك ما يوقف عدوكم إلا بعودة تلك الدولة، التي يبعث خليفتها رسائله "الجواب ما ترون لا ما تسمعون"، الدولة التي لا تكتفي بالعويل كالنساء، بل تحرك الجيوش، ولسان حالها يقول:

 

السيف أصدق إنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب

 

عندها فقط لن يتجرأ عدوكم على فعل شيء لكم لأنه سيحسب لفعله ألف حساب، ويتحقق فيكم قول رسول الله ﷺ: «نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ».

 

وختاما نقول إن عدوكم لن يكتفي من ذلّكم وإهانتكم واستفزازكم، وسيزيد من هذه الأعمال أكثر، طالما بقيتم كالغنم الشاردة بلا راعٍ يذود عنها، والحل الوحيد هو بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ومبايعة الخليفة الذي تقاتلون من ورائه وتتقون به.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد الطائي

آخر تعديل علىالثلاثاء, 25 تموز/يوليو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع