- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
منظمة التّعاون الإسلامي شجبت مجدداً ثمّ تفرّقت!
(مترجم)
الخبر:
أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدّة حرق المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم ودعت إلى اتخاذ "إجراءات جماعية" لمنع تكرار مثل هذه الأعمال الاستفزازية.
نُشر البيان الختامي بعد الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية بالمشاركة المفتوحة لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي عُقد بناء على طلب رئيس المنظمة السعودي. وأدان البيان بشدة عدم احترام قدسية القرآن الكريم وأعرب عن أسفه لأن السلطات السويدية سمحت بذلك. (وكالة الأناضول)
التعليق:
لم تفاجئنا منظمة التعاون الإسلامي بإدانتها جريمة حرق المصحف في السويد للمرة الثانية. ففي كانون الثاني/يناير من هذا العام، أصدرت بيان إدانة ضعيفاً لم ينجح أيضاً عندما أحرق سياسي كافر يُدعى راسموس بالودان المصحف أمام السفارة التركية، بل الحقيقة أن الأمر يُشجع أعداء الله.
الجانب الأكثر إحراجاً في البيان الأخير أكثر من غيره هو أن منظمة المؤتمر الإسلامي حزنت لقرار السلطات السويدية بالسماح بمثل هذا الإجراء. كما لو أن الدولة السويدية كانت صديقة للمسلمين وارتكبت خطأً بسيطاً! فقد تمّ تحميل المسؤولية فقط للأشخاص الحقراء الذين حاولوا حرق المصحف، وتمّ الحرص على عدم المساس بقدسية حرية التعبير التي تختبئ السويد وراءها.
إذا كانت منظمة المؤتمر الإسلامي منزعجة من الهجمات على الإسلام والقرآن ورسول الله ﷺ، فهي منزعجة من السياسة التي اتبعتها السويد والتي كشفت الوجه القذر للقيم الليبرالية الغربية، علاوة على ذلك، فلو كان عند هؤلاء الحكام المزعومين القليل من عزة الإسلام، لكانوا قد تصرفوا وفقاً لقوله عزّ جل: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ وَالَّذِينَ مَعَهُٓ أَشِدَّٓاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.
لكنهم اجتمعوا مرةً أخرى وشجبوا ومن ثمّ تفرقوا بسبب الدور الذي أعطاه لهم الكفار المستعمرون مقابل مقاعد رخيصة. لأن الغرض من وجود مؤسسات مثل منظمة التعاون الإسلامي هو تهدئة غضب المسلمين من خلال جمع أناس غير عاديين وإصدار جمل خيالية وكأنهم يقومون بعمل عظيم بينما تمتلئ قلوب المسلمين بالغضب على الكفار. وأهم مهمة لهم هي إبعاد المسلمين عن فكرة الخلافة التي هي الدرع الحامي الذي يُقاتل من ورائها.
هذا هو السبب في أن منظمة التعاون الإسلامي تقوم بهذه المهمة، حيث تقدم الخدمات للكفار المستعمرين منذ عام 1969، عندما تمّ تأسيسها بدافع حماية القدس. لدرجة أن زعيم الكفر، الرئيس الأمريكي السابق ترامب، لم يكن بإمكانه فعل شيء سوى التحدث، حتى عندما نقل سفارته إلى هناك في عام 2017، معتبراً القدس عاصمة كيان يهود. نعم، اجتمعت 57 دولة، لكنها لم تتمكن من حماية الأقصى أو الإسلام أو مسلم واحد!
هؤلاء القادة المزعومون إما يدينون أو يحيلون قضايا المسلمين إلى الدول المعادية للإسلام فيما يسمى المجتمع الدولي. من الواضح جداً أنّ توقُّع دفاع هذه المنظمات عن مقدسات المسلمين يشبه توقع الخير من المستعمرين؛ لأنه من السخف أن نتوقع الدفاع عن القرآن ممن تخاذلوا عن تطبيقه.
لذلك فإن الردّ على من يهاجم القرآن الذي يطغى على فرحتنا في العيد ليس إدانة أو رغبة، بل طرد سفراء الكفار الكبار من بلادنا وإيقاف من يشجعهم على ذلك، تماماً مثلما فعل الخليفة عبد الحميد الثاني.
عندما يسمع عن شاب مسلم أسير، عليه أن يظهر إرادة حقيقية، مثلما فعل القائد الأندلسي الحاجب المنصور، الذي ركب حصانه إلى قلعة العدو في يوم العيد ومنح الأم فرحة حقيقية بعد إنقاذه الفتى الأسير.
هو حماية الإسلام والمسلمين بطريقة كريمة ورائعة من خلال منع الشر من مصدره، مثلما فعل سليمان القانوني الذي أخضع فرنسا بقرار واحد.
ولا يحدث هذا إلاّ عندما يقوم أبناء الأمة البواسل ويعملون ويقيمون دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. بإذن من الله، فإن جيوش الخلافة، المتلهفة ليحكم القرآن العالم، ستعلّم الغرب الصليبي احترام الإسلام. ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أمين يلدريم