- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بدل استئصال كيان يهود حكام الكويت يلجؤون للنظام الدولي
لحل قضية فلسطين!
الخبر:
دعت دولة الكويت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين وآخرها الاعتداء المسلح على مدينة جنين بالضفة الغربية واقتحام ما يسمى وزير الأمن القومي المسجد الأقصى. وذكر وفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في بيان له اليوم الجمعة أن ذلك جاء في كلمة ألقاها ممثل الوفد المستشار عبد العزيز العجمي أمام الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بنيويورك أمس لمناقشة الحالة في الشرق الأوسط من بينها القضية الفلسطينية. وشدد العجمي على أن التصاعد المحموم لمسلسل الانتهاكات لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني التي يرتكبها الاحتلال يستوجب "التدخل الفوري للمجتمع الدولي ومجلس الأمن عبر تحمل مسؤولياتهم السياسية والقانونية والإنسانية لوقف تلك الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة". وجدد إدانة دولة الكويت واستنكارها الشديدين لجميع تلك الخروقات والانتهاكات التي كان آخرها اعتداء قوات الاحتلال على مدينة جنين بالضفة الغربية الذي أدى لوقوع أعداد من الشهداء والجرحى إضافة لجريمتها النكراء عبر استهدافها لمركبة مدنية بالسلاح أفضت الى استشهاد ركابها الثلاثة وكذلك قيام ما يسمى وزير الأمن القومي بحكومة الاحتلال إيتمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى صباح أمس الخميس في تحد سافر لمشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم. وأضاف العجمي أن بيانات الاستنكار والشجب والإدانة وعلى الرغم من عدم جدواها لحكومات الاحتلال ولا سيما الحكومة الحالية التي تعد الأكثر تطرفا فإنها بلا شك تمثل أرضية صلبة لترقية المواقف الدولية الجانحة لمنطق الحلول السلمية. (الوطن الالكترونية، 2023/07/28)
التعليق:
ما دام حكام الكويت يقرون بأنه لا جدوى من بيانات الاستنكار والشجب والإدانة مع دولة الاحتلال، فهل يظنون أنها ستفيد مع المجتمع الدولي ومجلس الأمن؟!
لا أظن أن حكام الكويت يجهلون حقيقة المجتمع الدولي ومجلس الأمن. فمن أراد دفن قضية محقة وليس حلها، فما عليه إلا أن يطرحها عليهما. ولا أدل على ذلك من المواقف التي اتخذت تحت إطار الأمم المتحدة لإنعاش النظام البعثي الجزار في دمشق بدءا من دعوة من خرج على النظام للجلوس في مؤتمرات سوتشي وجنيف والرياض وأستانة، وما رافق تلك المؤتمرات خارج إطار مجلس الأمن كصدور قانون قيصر في أمريكا ثم التطبيع العربي الرسمي مع النظام البعثي وتمثيلية اعتراض أمريكا على هذا التطبيع لتكتمل فصول مسرحية أمريكا في تجميل النظام البعثي عبر الأمم المتحدة وحكام المسلمين، وكأنها لم تسانده عبر تسخيرها إيران وروسيا بالإضافة لقرارات مجلس الأمن وحكام المسلمين.
وبهذا الصدد أود أن أقوم بالتذكير بما قاله حزب التحرير في 16 شوال 1412هـ الموافق 18 نيسان 1992م وذلك عقب سلسلة قرارات صادرة عن الأمم المتحدة استهدفت الأمة الإسلامية وأهل ليبيا وأهل العراق، حيث أصدر نشرة بعنوان "انسحبوا من الأمم المتحدة وأقيموا منظمة عالمية جديدة مكانها" وذكر فيها التالي: "أما الموقف الذي يجب أن يتخذ من مجلس الأمن ومن مؤسسات الأمم المتحدة، وقد اتخذتهما أمريكا أداة في يدها كأنهما دائرة من دوائر وزارة الخارجية الأمريكية، فيقوم بالعمل على هدمها، وأن تستبدل منظمة عالمية جديدة بما لا يكون للدول العظمى عليها هيمنة ولا سلطان، ولا تكون بمثابة دولة عالمية، وإنما تكون هيئة عالمية تقوم على إنصاف المظلوم، ومنع الظلم وإشاعة العدل بين البشرية جمعاء بما لها من قوة معنوية عالمية تتمتع بها، ومن قوة رأي عام عالمي يؤازرها ويوليها تأييده، ويمنحها احترامه وثقته لكونها منظمة لا تعمل لحساب دولة من الدول، وإنما تعمل لمصلحة البشرية جمعاء مثل حلف الفضول الذي قام قبل البعثة والذي حضره الرسول ﷺ قبل أن يبعث، وقال عنه بعد البعثة: "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت"، وتكون هذه المنظمة العالمية كذلك مجالا لطرح العقائد والأفكار والحضارات فيها لمناقشتها وأخذ الصحيح منها ليصبح هو فكر العالم وعقيدته وحضارته. ويمكن أن يصار لبناء منظمة عالمية جديدة تقوم بإنصاف المظلوم ورفع الظلم وإشاعة العدل مكان مجلس الأمن والأمم المتحدة بالأسلوب التالي: أن تتبنى دولة أو أكثر من الدول التي لم تكن راضية بقرارات مجلس الأمن ضد ليبيا وضد العراق هذه الفكرة، وأن تقوم بإقناع غيرها من الدول بها حتى إذا ما جمعت معها مجموعة من الدول تؤمن بهذه الفكرة عندها تقوم هذه المجموعة من الدول بحملة إعلامية عالمية واسعة للدعوة والدعاية لهذه الفكرة بين الشعوب والدول في جميع أرجاء العالم لكسب التأييد لها، فإذا ما كسبت أعدادا من الدول لهذه الفكرة تقوم هذه الأعداد بالانسحاب بشكل جماعي من الأمم المتحدة ومن جميع مؤسساتها، وعلى رأسها مجلس الأمن، ومن ثم تنطلق هذه الدول لعقد اجتماع منها لإقامة المنظمة العالمية الجديدة وتأسيسها على أسس جديدة، وتدعو جميع دول العالم للانضمام إليها، والتخلي عن الأمم المتحدة ومؤسساتها".
لذلك على حكام الكويت أن يعلموا أنه لن تحل مشكلة فلسطين عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأن حلها هو واحد لا غير وهو إزالة دولة الاحتلال.
قال رسول الله ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» رواه مسلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نزار جمال