- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
محاولة يائسة من مجموعة بريكس للانعتاق من الموقف الغربي
بالإسلام وحده يتم تحرير الشعوب من الهيمنة الغربية
الخبر:
تحت شعار "بريكس وأفريقيا"، انعقدت رابطة كبرى الاقتصاديات الناشئة، من يوم الثلاثاء وحتى الخميس في عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبورغ، وتأتي القمة وسط محاولات لإنهاء الهيمنة الغربية على الساحة الدولية، كما يشمل جدول أعمالها هذا العام احتمالات التوسيع المستقبلي للعضوية في بريكس، وهو ما أبدت المجموعة في وقت سابق انفتاحها عليه، وسبق أن عبرت العديد من الدول الأفريقية عن رغبتها في الانضمام للتكتل، ومن بين هذه الدول الجزائر ومصر وإثيوبيا. وقبيل القمة، أعربت 40 دولة على الأقل عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة بما فيها إيران والسعودية وبنغلادش والأرجنتين، وستطرح جنوب أفريقيا على قادة بلدان بريكس مقترحا لتوسيع العضوية، فيما يتوقع صدور قرار بهذا الشأن في ختام القمة.
التعليق:
تتطلع أكثر شعوب الأرض إلى الانعتاق من الهيمنة الغربية الجائرة، التي تنهج الاستعمار طريقة لفرض سلطتها وجبروتها على دول العالم الثالث - الأكثر غنى بالموارد الطبيعية، ومع ذلك الأضعف بسبب قياداته العميلة للغرب - في حين تتطلع الدول الأقوى منها مثل دول البريكس إلى الاستقلال عن الموقف الدولي أو المشاركة فيه، وذلك بالانضمام إلى نادي الدول الاستعمارية الأكثر قوة في العالم لتتمكن من حماية نفسها من مغبة التهام الدول العظمى لها، ولتجني بعضاً مما تغنمه الدول العظمى، ومع ذلك فإن هذه الدول التي تمثل بلدان بريكس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إن اقتصاداتها تشكل ربع الاقتصاد العالمي، وسكانها يشكلون 40 في المئة من سكان العالم على مستوى ثلاث قارات، لذلك فهي قد أضاعت البوصلة واستهانت بمقدراتها في محاولتها الانعتاق من الهيمنة الغربية.
الذي يجمع هذه الدول هو ما جمع الثيران الثلاثة في الغابة، وهي غريزة البقاء والمصلحة، ولم تجمعها فكرة مبدئية يشتركون في اعتناقها، ومن البديهي أن العلاقات التي تنشأ كملجأ من التهديد عرضة للمساومة إذا ما تعرضت لتهديد أكبر، وكذلك العلاقات المبنية على المصلحة، فهي عرضة للانهيار إذا ما رُغِّب أصحابها بمصلحة أكبر، وهذا هو الحاصل بالفعل مع هذه الدول؛ فالصين وروسيا مجتمعتان لحماية نفسيهما من استهدافِ أمريكا لهما ومحاولةِ احتوائهما في حظيرة الدول التابعة أو العميلة لها، والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، هي دول موالية لأمريكا، لذلك لا يُتصور أن يكون لهذا الحلف القدرة على الانعتاق من الهيمنة الأمريكية، هذا إن اجتمعت هذه الدول على هذه الغاية، وهو بالتأكيد غير متحقق في الدول الثلاث الأخيرة، وإذا ما تمّ ضمّ باقي الدول المرشحة للانضمام - وأكثرها من الدول العميلة لأمريكا - فإن الفشل الذريع هو مصير هذا التحالف، فدخول هذه الدول إلى المجموعة هو لإفشال غايته المرجوة، بل واحتوائه واستغلاله من صنّاع القرار في العالم وخصوصاً أمريكا، وقد قال مؤسس معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا جاكي سليير: "إن بريكس تعتمد على الإجماع، ما يشكل عقبة رئيسية أمام صناعة القرارات، وحتى العلاقات غير الصديقة بين الصين والهند فإنها لا تساعد هذا النادي على تحقيق المصالح المشتركة"، وأضاف: "على الأمد البعيد، أرى أن المنافسة التي لا مفر منها بين الصين والهند ستكون على الأرجح التحدي الرئيسي الذي سيواجه بريكس في نهاية المطاف". أضف إلى ذلك ضعف الطرف الثالث القوي في المجموعة وهو روسيا، فروسيا تتوجس حرباً من الغرب، وهي مهددة في بقائها ضمن نادي الدول الاستعمارية الأقوى في العالم إن لم يكن وجودها نفسه مهدداً، وما حضور وزير خارجيتها سيرجي لافروف بدلاً عن بوتين إلا دليل خشيته على نفسه التوقيف أو الاعتقال، فهو مستهدف بمذكرة توقيف دولية على خلفية الاشتباه بارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا.
إن الخروج من المنظومة الدولية الاستعمارية الحالية لا يمكن للدول الضعيفة والمستعبدة تحقيقه إلا إذا توحّدت على فكرة مبدئية صحيحة، تقنع العقل وتوافق الفطرة، تعدل بين شعوبها وشعوب الأرض، فتكون بديلاً حضاريا عن المبدأ الرأسمالي، الذي لم يقنع العقل ولم يوافق الفطرة، وأوجد فراغاً حضارياً وروحياً، وأفرز مختلف الأمراض النفسية في المجتمعات البشرية، والمبدأ الرأسمالي جشع، ركّز ثروة العالم المهولة في أيدي حفنة من الفاسدين، لتقاسي البشرية بأكثرها الفقر والفاقة. لذلك فإن الانعتاق من هيمنة العلمانيين الرأسماليين لا يتحقق إلا بتبنّي الإسلام العظيم، فهو المبدأ السليم الذي يحق الحق ويبطل الباطل، ويملأ الأرض عدلاً ونوراً. ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان