- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وحل فلاديمير بوتين مكان كريموف
(مترجم)
الخبر:
في 11 آب/أغسطس، ذكرت وكالة أنباء ريا نوفوستي: "من الممكن توسيع اتحاد الغاز الثلاثي الذي يضم روسيا وأوزبيكستان وكازاخستان ليشمل دولاً أخرى، حسبما صرح دميتري بيريتشيفسكي، مدير إدارة التعاون الاقتصادي بوزارة الخارجية الروسية، لوكالة ريا نوفوستي.
ولا نستبعد إمكانية توسيع التعاون الثلاثي في قطاع الغاز. ونحن نعلم أن الدول الأخرى مهتمة بذلك أيضاً. وأضاف: "نحن منفتحون على مثل هذا التعاون على أساس أنه يجب أن يكون مفيدا وبناء للطرفين، مع الأخذ في الاعتبار مواقف جميع المشاركين".
التعليق:
بحسب بيانات أوبك لعام 2021، احتلت أوزبيكستان المرتبة 17 على قائمة الدول من حيث إنتاج الغاز سنويا، بينما احتلت روسيا المرتبة الثانية. وعلى الرغم من ذلك، تعرضت روسيا بعد غزوها لأوكرانيا للعقوبات، ما أدى إلى انخفاض كبير في إمدادات الغاز إلى أوروبا ودول أخرى. والدول الأوروبية رغم حاجتها للغاز، بدأت ترفض شراء الغاز الروسي.
لقد نزلت سلطة الكرملين على الساحة الدولية إلى مستوى الديكتاتوريين في آسيا الوسطى. آخر زيارة قام بها بوتين إلى أوروبا كانت إلى سويسرا في عام 2021، واليوم هو يلعب في صندوق رمل مع مرؤوسيه، الرؤساء الديكتاتوريين لأوزبيكستان وكازاخستان وطاجيكستان. وعلى مدى العام الماضي أو نحو ذلك لم تكن هناك أخبار عن زيارة بوتين لأوروبا أو زيارة القادة الأوروبيين لروسيا. لقد تم طرد بوتين من مجموعة الثماني ولم يعد موضع ترحيب في أوروبا.
والآن يتعين على الكرملين أن يبيع غازه للتحايل على العقوبات عبر أوزبيكستان أو كازاخستان. وكان الطاغية كريموف، أول رئيس لأوزبيكستان، يبيع الغاز بهذه الطريقة. في ذلك الوقت كانت أوزبيكستان خاضعة للعقوبات، وكان كريموف غاضباً ومتشاكساً على نحو مستمر مع الكرملين لأن بوتين كان يشتري الغاز بسعر منخفض ثم يعيد بيعه إلى أوروبا بسعر أعلى بكثير. والآن أصبح بوتين في مكان كريموف ولا يستطيع بيع الغاز إلى أوروبا أو غيرها من البلدان بسبب العقوبات.
وأوزبيكستان بدورها تبرر نفسها أمام المجتمع الدولي للتجارة مع روسيا بنقص الغاز في البلاد، رغم أنها ضمن الدول العشرين الأولى في إنتاج الغاز في العالم. وليس من المستغرب أن مثل هذه الكذبة الوقحة تناسب قادة القوى العالمية، لأن سياسة المجتمع العالمي برمتها اليوم مبنية على الخداع والنفاق.
في الإسلام، الغاز كمورد طبيعي هو ملكية عامة، ولا يجوز للدولة أو لأي جهة خاصة الاستيلاء على هذا المورد الطبيعي واستخدامه وفقاً لتقديره وحده. روى أبو داود عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ؛ فِي الْكَلَإِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ». وقد روي الحديث نفسه عن أنس مع زيادة «وَثَمَنُهُ حَرَامٌ». وروى ابن ماجه عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «ثَلَاثٌ لَا يُمْنَعْنَ؛ الْمَاءُ وَالْكَلَأُ وَالنَّارُ». فهذا يدل على أن الناس شركاء في الماء والكلأ والنار، وأنه لا يجوز لأحد أن يتملكها.
إن دولة الخلافة الراشدة الثانية بقيادة حاكم صالح هي وحدها القادرة على وقف بيع الغاز ووضع حد لجرائم حكامنا الطغاة وأسيادهم المستعمرين. ونحن على يقين أن ذلك سيتحقق قريبا، فالله منجز وعده. وعلى الله توكلنا!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير