السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
من الفتوحات إلى السّياحة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

من الفتوحات إلى السّياحة!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

تفتح شركة الرحلات التركية Fest Travel الحجوزات لجولة مدتها سبعة أيام تسمى "الاندماج الثقافي: سوريا" المقرّر إجراؤها في الفترة من 20 إلى 27 نيسان/أبريل 2024، إلى سوريا، حيث انقلبت الآليات الديموغرافية والبنية التحتية رأساً على عقب بسبب الحرب الأهلية. (حريت ديلي نيوز)

 

التعليق:

 

تعتبر بلاد الشام مكاناً مباركاً في البلاد الإسلامية لأسباب متعددة، بدءاً من كونها جزءاً من سوريا الكبرى بما فيها فلسطين، إلى كونها معقل صلاح الدين الأيوبي، محرّر الأقصى الذي ألحق بالصليبيين هزيمة مذلة. نهضت الشام مع ظهور الإسلام عندما جاء الفاتحون المسلمون إلى المنطقة من شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، وهزموا البيزنطيين في معركة اليرموك الشهيرة. وفي وقت لاحق، أصبح معاوية بن أبي سفيان أول خليفة أموي، وأصبح حاكما على سوريا الكبرى. وبحلول عامي 1516 و1517م، كانت محافظات حلب ودمشق وطرابلس ذات قيمة كبيرة وجلبت الكثير من العائدات لدرجة أنها كانت تحت سيطرة إسطنبول المباشرة. وكانت حلب مركزاً تجارياً دولياً رئيسيا. وكانت دمشق نقطة انطلاق القوافل إلى مكة.

 

شهدت العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر صحوة الهوية القومية. في هذه المرحلة، اتخذت الخلافة العثمانية ألمانيا حليفاً لها، وكانت هزيمة الحرب العالمية الأولى بمثابة الصدمة التي ساهمت في إسقاط دولة الخلافة. وتمّ تقسيم بلاد المسلمين وشعوبها وتوزيعها على الأمم، وتمّ رسم الحدود ووضع الأعلام. وكانت سوريا تحت الانتداب الفرنسي بين عامي 1920 و1946. وقد صدم عدم الاستقرار السياسي والهزيمة التي تعرّض لها العرب أمام كيان يهود عام 1948 سوريا، خاصة وأنها اعتبرت فلسطين جزءاً من سوريا الكبرى. عن ثوبان قال النبي ﷺ: «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»‏.‏ فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ».‏ فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»‏ سنن أبو داود.

 

نظاما الأسد الأب والابن حولا سوريا إلى الكارثة الإنسانية الراهنة، بينما كان حكام البلاد الإسلامية معصوبي الأعين أمام أعلام بلدانهم. وفي هذه الأثناء، تم قصف وذبح الآلاف، ودُمرت المدن، وتُرك الأطفال يبكون على والديهم كما كان على الآباء الحداد على أطفالهم.

 

وفي هذه الأثناء، نرى تركيا تحاول إصلاح علاقتها مع النظام السوري. وهذا، إلى جانب الكلمات الفارغة التي استمرت 12 عاماً، دليل على أن أردوغان وآخرين يذرفون دموع التماسيح على الأطراف المتناثرة للسوريين الأبرياء. لقد أعطى مفهوم الدولة القومية والحدود لهؤلاء الناس إلهاً جديداً اسمه المنفعة. وكانت تركيا والسعودية وقطر وغيرها ترغب في تدفئة أيديها على أتون الثورة السورية. وبمجرد أن خفتت النيران، غيّر أردوغان موقفه بلا خجل، ووعد في حملته الانتخابية بالتركيز على عودة اللاجئين. إن محاولة بدء هذه السياحة في سوريا أمر مخجل. من يرغب في الذهاب وزيارة الأماكن المختارة تحت الحماية الحكومية وهو يعلم أن إخوانه وأخواته المسلمين في حالة بائسة في مناطق أخرى؟! تبدو الفكرة وكأنها فرك الملح على جراحنا.

 

إن الهوية الإسلامية دون ربطها بالفكر والمنهج المشترك لا يمكن أن يجعلنا أمة واحدة. الإسلام ليس دين تبادل الأسماء والذهاب إلى المساجد. إنه منهج حياة أمر الله سبحانه وتعالى باتباعه. نحن المسلمين في هذه الأمة نشعر بألم وأذى إخواننا وأخواتنا، لكن الحكام الذين يجلسون على عروشهم أصيبوا بالعمى والصم والبكم. لقد أكل الطمع للسلطة والثروة إيمانهم. يُعَدّ بدء السياحة في المناطق التي يسيطر عليها بشار مفيداً لحكومتي أردوغان وبشار حيث سيساعدان بعضهما بعضاً في اكتناز الأموال المملوكة للشعب. إن مساعدة السوريين وتدمير نظام بشار الهمجي كان أمراً سهلاً بالنسبة لأردوغان، لكنه كان يخشى الأصنام التي انحنى لها. وظن أن مضايقتهم تهلكه، لكنه آثر أن يغضب الله تعالى ويستدعي غضبه. إن مسلمي سوريا لا يحتاجون إلى رجل، بل يحتاجون إلى نظام؛ نظام ينتقم من الخسارة التي لحقت بهم ويوفر لهم الأمان الذي يستحقونه.

 

لقد نشر صلاح الدين في هذه الأرض رعباً كبيراً في قلوب الكفار، حتى إن أصداءه لا تزال تُسمع. نحن بحاجة مرةً أخرى إلى قوة الإسلام لحماية عباد الله. نحن بحاجة إلى خليفة يتولى قيادة الجيوش لإنقاذ المسلمين في العالم. لقد بدأ شعب سوريا هذه الثورة بشعار "ما لنا غيرك يا الله" وبالتأكيد رسالة الشعار هي أن الحلّ يكمن فقط في ما علّمنا الله سبحانه وتعالى أن نحيا به ونموت من أجله. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لَا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ» (رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح).

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 29 آب/أغسطس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع