- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نصر القرآن لا يكون بالمبادرات
الخبر:
أطلقت مؤخرا منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، مبادرة "اقرأوه لتفهموه"، للرد على تكرار حرق نسخ من المصحف في دول أوروبية عدة.
وقال المدير العام للمنظمة سالم بن محمد المالك، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر علمي دولي بعنوان "تأطير الحريات وفق القيم الإسلامية ومبادئ القانون الدولي"، الذي أقيم في المغرب: "المبادرة تتميز بالشمول والدقة والجدية كرد فعل إيجابي في مواجهة تلك الحملات البائسة".
التعليق:
تكررت في السويد والدنمارك وهولندا حوادث الإساءة للمصحف أمام سفارات بلاد إسلامية، ولكن الردود على ذلك كانت وما زالت ضعيفة لا تتعدى الشجب والاستنكار وأحيانا استدعاء رسمياً للدبلوماسيين من هذه الدول. فحكام المسلمين رويبضات لا يجرؤون على اتخاذ إجراء صارم يردون به على هذه الجرائم التي تمس المسلمين في عقيدتهم وقرآنهم دستور حياتهم. وسبق أن أساؤوا لرسول الله ﷺ، خابوا وخسروا وخسئوا.
وها هم الآن يطلقون هذه المبادرة "اقرأوه لتفهموه"، وهو رد هزيل لهذا التعدي وهذه الجريمة المتكررة.. وكأن كتاب الله ودستور أمة الإسلام يحتاج منا فقط القراءة والفهم بدون تطبيق أحكامه التي لو حكمتنا لعدنا أمة قوية عزيزة مهيبة. فهو يحتاج منا نصرة حقيقية تقطع دابر كل من يتجرأ على الإساءة للإسلام بأي صورة وبأي شكل.
أين هم من غلمان أهل البحرين الذين خرجوا يلعبون بالصوالجة (الصولجان عصا مثنية من النهاية مثل الجولف) وأسقف البحرين قاعد، فإذا بالكرة تقع على صدرِ الأسقف فأخذها، فذهب له الغلمان وقالوا له: من فضلك أعطنا الكرة. فقال الرجل: لن أعطيكم إياها، فقال له أحد الغلمان: أقسم عليك بمحمد بن عبد الله ﷺ أن تُعطينا الكرة. فإذا بالرجل يسبهم ويسب رسول الله عليه الصلاة والسلام. فقاموا إلى ما معهم من عصي فرفعوها وضربوا الرجل حتى قتلوه. فوصل الخبر إلى سيدنا عمر بن الخطاب؛ يقول الراوي: ففرح بهذا الأمر فرحاً ما رأيناه في فتح ولا غنيمة فلمَّا سُئل في ذلك قال: "الآن عزَّ الإسلام، هؤلاء أطفال، سُبَّ أمامهم نبيهم فغضبوا له وانتصروا".
نعم على قدر قوة العقيدة والإيمان يكون الحل والولاء والتعظيم والتقدير، وبالتالي النصرة والحمية والغضب والدفاع... فهؤلاء فتية صغار دفعهم إيمانهم وحميتهم ونصرتهم للرسول ﷺ إلى قتل هذا الأسقف لأنه شتم نبيهم، فماذا عن كبار وقادة وحكام وعلماء ومسؤولي البلاد الإسلامية؟! إن صغارنا وشبابنا ورجالنا ونساءنا بخير، وأمتنا خير أمة؛ فهم يغضبون لله ولرسوله ولكتابه الذي أنزل، وهم فقط يحتاجون غضبة حمزة ونخوة المعتصم وحمية صلاح الدين وكرامة هارون الرشيد لنخرج من حالة التقاعس والتخاذل والاستكانة والتخلف عن نصرة دين الله وكتابه ورسوله. فعلينا نصر الله ودينه حتى ينصرنا مصداقا لقوله تعالى: ﴿إنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾. وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾. وقوله أيضا: ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
نعم، ليس بالمبادرات ولا الشجب ولا الاستنكار، ولا بقراءة القرآن نقطع عنق ولسان كل من يتطاول على الإسلام والمسلمين، بل بإعادة دولة الخلافة الراشدة ليعود الإسلام عزيزا منيعا، ونعود معه أعزاء أقوياء لا يجرؤ أحد على النيل منا ولو بكلمة. وما ذلك على الله ببعيد.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)