- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نسور الأرض تفترس الضحايا في لاهاينا
(مترجم)
الخبر:
في أعقاب حرائق الغابات القاتلة التي دمرت بلدة لاهاينا في جزيرة ماوي في هاواي، يتلقى السكان الذين احترقت منازلهم بالكامل طلبات من مستثمرين عقاريين خارج الجزيرة لانتزاع أراضيهم.
وقد دفعت عروض الشراء غير المرغوب فيها، والتي يصفها الخبراء بأنها مفترسة نظراً لقربها من الدمار الذي سببته الحرائق، دفعت السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات لحماية السكان الذين يتصارعون مع موت أحبائهم، فضلاً عن فقدان منازلهم وسبل عيشهم.
وأسفرت حرائق الثامن من آب/أغسطس عن مقتل ما لا يقلّ عن 115 شخصا، ما يجعلها الأكثر دموية في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن، وقال المسؤولون إن عدد القتلى من المرجح أن يرتفع. وأصدر مسؤولو مقاطعة ماوي يوم الخميس قائمة بأسماء 388 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين. (أخبار سي بي إس، 25 آب/أغسطس 2023)
التعليق:
تعاني المئات من العائلات المكلومة في لاهاينا، ماوي، في الولايات المتحدة من خسارة عائلاتها وممتلكاتها. ولا تزال السلطات تبحث في الجزء الأخير المتبقي من الجزيرة عن الجثث المفقودة. ومع ذلك، فإن الميزة الأكثر وضوحاً إلى جانب البقايا المحروقة في الجزيرة الصغيرة هي وكلاء العقارات الذين يعرضون الأموال والعقود على سكان الجزيرة للبيع السريع لأراضيهم. وبدلاً من تركيز الوكالات على إعادة بناء حياة الضحايا بأسرع الطرق وأكثرها كفاية، يقوم أصحاب العقارات باستكشاف العقارات للحصول عليها بأسعار رخيصة!
واشتكى العديد من السكان من الطبيعة العدوانية لوكلاء البيع هؤلاء رغم الأهوال التي عاشها ضحايا الحريق. فقد لجؤوا إلى وسائل التواصل والأخبار المحلية للتعبير عن شكاواهم من الطبيعة غير الإنسانية التي أظهروها والتجاهل التام لسلامة ضحايا الحريق الذين لا يزال بعضهم في عداد المفقودين. وفرّ العديد من سكان الجزيرة إلى مياه المحيط بحثاً عن ملجأ من الحرائق المدمرة ليواجهوا مصيرهم في المياه.
ومع ذلك، فإن هؤلاء الوكلاء العقاريين يحلقون فوق الجزيرة بحثاً عن العقار الرئيسي لمشروعهم القادم الذي تبلغ قيمته عدة ملايين من الدولارات على الرغم من الدمار الهائل الذي شوهد! يُرى جشع الرأسماليين مراراً وتكراراً وهم يسيل لعابهم على إمكانات هذه العقارات المحروقة دون أي تعاطف مع سكانها. وبدون الرعاية الحقيقية من جانب الدولة، يتشجع الرأسماليون على إعادة البناء فوق الأنقاض ولكن دون وجود السكان الأصليين في الصورة. لا يوجد تعويض صادق وعملي للأشخاص الذين فقدوا كل شيء بسبب الكارثة الطبيعية. فجوة أخرى كبيرة في نسيج الرأسمالية تترك شعوبها في العراء لتدبر أمرها بنفسها!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر