- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أفريقيا على صفيح ساخن
الخبر:
قرر مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي التعليق الفوري لعضوية الغابون بعد الانقلاب الذي نفذه الجيش وأطاح بالرئيس علي بونفو، في الوقت نفسه حرص الانقلابيون على توجيه رسالة طمأنه للخارج. (الجزيرة نت)
التعليق:
بعد شهر ونصف الشهر من إطاحة العسكر برئيس النيجر محمد بازوم مع أنه يتبع لأمريكا، قاد رئيس الحرس الرئاسي في الغابون باريس أوليجوي نجويما انقلابا بعد إعلان مجموعة من كبار الضباط استيلاءهم على السلطة، وقال الضباط وعددهم 10 وهم من كبار الضباط بأنهم يتحدثون باسم لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات.
نلاحظ اليوم أن هناك باكورة انقلابات في أفريقيا. ففي عام 2021 وقعت ست محاولات انقلابية، ونجحت أربعة منها (مالي، السودان، غينيا كوناكري، وبوركينا فاسو). وفي عام 2022 وقع انقلابان في بوركينا فاسو وانقلاب فاشل في غينيا بيساو وآخر في جزيرة ساو تومي وبرينسيبي. وفي عام 2023 حصل انقلابان في النيجر والغابون.
هذه الانقلابات ظاهرها ضعف الاقتصادات، والبيئة الأمنية المضطربة، والخفي أنها يد أمريكا لتخرج هذه القارة من أيدي أوروبا لتحل هي مكانها، فتكسب ثرواتها من جهة، وتضعف أوروبا من جهة أخرى.
ولهذا نجد اليوم فرنسا ومن خلفها أوروبا تحاول تغيير سياستها المنشودة السابقة نحو مرونة، ولكن لا قوى لها على الصمود إذا ما استمرت هذه السلسلة، ناهيك أن أي انقلاب يضعف فرنسا اقتصاديا، ما يؤدي إلى توتر داخلي، وهذا هو الذي لا يحمد عقباه.
ونلاحظ أن سمة الانقلابيين في القارة السمراء لها علامة فارقة، وهي أنهم عسكريون وبعقليتهم العسكرية ضد حكم مدني نجدهم متمسكين بالسلطة حتى آخر جندي وآخر طلقة، ويحظون بقبول شعبي لأنهم يعلنون رفضهم للوجود الفرنسي، ونهب ثروات البلاد.
إن ما يحدث في أفريقيا وبكل جوانبه المأساوية إلا أن هناك بصيص أمل، حيث تتحرك الشعوب نحو أخذ قرار قد يغير المعادلة السياسية القائمة. وقد يمنع من دخولهم في معادلة أخرى، أي قد تتفلت الأمور، ويصبح للشعب رأي آخر، وتتغير ساحات التغيير من تغيير عمالة إلى تغيير جذري يعيد لهذه الشعوب أموالها وحريتها في اختيار النظام الذي يحكمها، والذي يرعى شؤونها، ويرضي الله ويجلب للشعب الطمأنينة الغائبة والعدالة المعدومة.
إن هذه القاره السمراء تعد مستودع العالم للمواد الخام بكل أنواعها وتعتبر أغنى القارات ولكن ينقصها الراعي الحقيقي الذي يقطع يد الغرب قاطبة عن ثرواتها ويعيد الحقوق إلى أهلها فيتغير واقع الفقر الذي تعيشه منذ اعتلاء الرأسمالية الحكم في هذا العالم.
فيا أيها المسلمون في جميع بقاع الأرض هبوا لنصرة هذا الدين وإعادة أمجاده وعزه لأنه هو المنهج الوحيد في هذا العالم الذي يحفظ الحقوق ويحقق العدالة، ويحكم بما أنزل الله لعباده، فإن تشريع الله يعلو ولا يعلى عليه، وإنه حكم عاش الناس في ظله بما يوافق فطرتهم ويعطيهم حقوقهم ويحفظ نسلهم ويحقق لهم الأمان الذي لم ننعم به منذ سقوط دولة الخلافة. فهيا نوحد السير نحو استئناف الحياة الإسلامية، ولا نرضى سوى شرع الله يحكمنا فننعم في الدنيا ونفوز بالآخرة. قال تعالى: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي