- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا ونَقرُها المتواصل المستمر لجدار النظام المخزني بالمغرب!
الخبر:
"وصول مدمرة الصواريخ الأمريكية إلى أكادير جنوب المغرب من أجل مناورة بحرية مشتركة بين المغرب وأمريكا" (26 آب/أغسطس 2023)
"لتنفيذ جزء من مناورة مصافحة الأطلس، وهي مناورة بحرية ثنائية بين القوات البحرية الأمريكية والمغربية، والهدف المعلن هو تقوية وتعزيز الجاهزية القتالية للقوات المشتركة في العمليات البحرية والأمنية حسب ما أكدته السفارة الأمريكية بالرباط". (هيسبريس 28 آب/أغسطس 2023)
التعليق:
ليست مناورات عسكرية ولكنها اختراقات للنواة الصلبة لأنظمة الإقليم لجيوش المنطقة وعساكرها واستقطاب لقادتها، والمغرب ليس استثناء.
مناورات أمريكا العسكرية كمناورات الأسد الأفريقي متعددة الأطراف أو مناورة مصافحة الأطلس البحرية الثنائية هي مناورات لاختراق واقتحام لجدار الجغرافية الغربية لبلاد المسلمين وساحلها الصحراوي والبلاد الإسلامية المجاورة، وهو تدريب عملي واستئناس ميداني بجغرافية المنطقة من عساكر المستعمر الأمريكي، ثم أقبح منها هو اختراق لعساكر المسلمين وحرف بوصلة ولائهم وتوظيفهم في استراتيجية أمريكا الاستعمارية وصناعة العملاء المرشحين لاستلام الوظيفة الاستعمارية، ثم هي الأسلوب الاستعماري الأمريكي في قلب الطاولة على المستعمر الأوروبي القديم وسلب نهبه.
وقد تناسلت الاتفاقيات الأمنية والمناورات العسكرية ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، فقد تم توقيع اتفاق أمني عسكري لعشر سنوات (2020-2030) حمل اسم "خارطة الطريق للتعاون في مجال الدفاع" وصف بالتاريخي ما يفسر مستوى خطورته الاستراتجية على الإقليم بل أفريقيا كلها، اعتبره البنتاغون الأمريكي "تجديد التحالف بين البلدين كحجر الزاوية للسلام بأفريقيا"، والسلام الأمريكي يعني استعمارها وتعبيد الطريق له. ثم أعقبتها المناورات العسكرية الميدانية على أرض المغرب وعلى رأسها مناورات الأسد الأفريقي التي تعد أكبر وأضخم تدريبات عسكرية بأفريقيا، ثم فتح باب التجسس على المنطقة وأهلها تحت ما سمي بالتعاون الاستخباراتي وكان اجتماع السفير الأمريكي بالمدير العام للأمن ومراقبة التراب المغربي، ثم هذه المناورة البحرية الأخيرة. كل هذه المناورات والاتفاقات العسكرية وذلك التعاون الأمني المزعوم، كلها عمليات نقر في جدار النواة الصلبة لنظام المخزن بالمغرب العسكري منه والأمني لإحداث ثقب فيه لخرقه، فأول الهدم نقر فثقب فهدم وردم.
فما حلت أمريكا بأرض واستباحتها إلا بعد اختراق عساكرها، والتاريخ شاهد فعساكر المكسيك وتشيلي والأرجنتين ضالعة في تحويل أمريكا اللاتينية لحديقة خلفية للمستعمر الأمريكي، وعساكر مصر وسوريا وإيران والعراق والسودان وباكستان هي التي مكنت أمريكا من التغلغل في هذه البلاد من بلاد المسلمين وإرساء أنظمة العمالة فيها خدمة لها.
هو الاستعمار وتكالبه وتطاحنه على بلاد المسلمين، وما كان لهذا الوضع الاستعماري المتعفن ليكون، ومعه استباحة بيضة المسلمين واستعمار أرض الإسلام وتسخير جيوشهم لخدمة العدو الكافر المستعمر لولا فقد الدرع والحامي والجنة والواقي، خليفة المسلمين الذابّ عن حياض هذا الدين والحامي لبيضة المسلمين والقاهر لعدوهم.
فيا جيوش المسلمين: أنتم والله قنطرة الاستعمار متى تنكبتم صراط ربكم المستقيم وخنعتم للعملاء الضالين المضلين، وخنتم الله ورسوله في حماية بيضة الإسلام والذود عن حياضه وعياله، وأنتم والله مدفع التحرير وباب الخلاص من الاستعمار اللعين متى استقمتم على أمر ربكم وحفظتم أمانة حراسة هذا الدين والذود عن أرضه وعياله وإعلاء كلمته ونصرة أهله.
فيا جيوش المسلمين: أما آن لقلوبكم أن تخشع ولعقولكم أن تعي فتصدقوا مع الله بالاستمساك والاعتصام بحبله المتين ونصرة دينه العظيم، وقطع كل خيوط الاستعمار الغربي اللعين عن بلاد المسلمين ورفع الغطاء عن عملائه المنبوذين، والاستجابة لاستنصار الأتقياء الأنقياء الواعين المخلصين أصحاب مشروع الإسلام العظيم؟!
إلى أبناء هذه الأمة من ضباط جيوشها وسلك شرطتها، أهل قوتنا ومنعتنا: أما آن لهذه العقول أن تسمع نداءنا ولهذه القلوب أن تخشع لجبار السماوات والأرض فتنصر دينه وتعلي كلمته ﴿اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مناجي محمد