- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مباحثات لرئيس الأركان الجزائري مع مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية
الخبر:
قالت وزارة الدفاع الجزائرية إن رئيس أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة تلقى الأربعاء 2023/09/06 اتصالا هاتفيا من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، حيث أعرب كلاهما عن ارتياحه لمستوى التنسيق الأمني بين الجانبين.
وأضافت الوزارة في بيان أن الجانبين أعربا عن "إرادتهما المشتركة على تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال الأمني". وذكر البيان أن المحادثات كانت "فرصة للجانبين للتعبير عن ارتياحهما لمستوى التنسيق الأمني المحقق، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب". (الجزيرة نت)
التعليق:
إن أمريكا هي دولة استعمارية بامتياز، لها تاريخ حافل بالجرائم في حق الإسلام والمسلمين وحتى غير المسلمين، حيث بنت حضارتها المزيفة على جماجم الهنود الحمر، بعد أن كانت مجرد مستعمرة بريطانية إلى حدود سنة 1776، بل كانت تدفع الجزية لولاية الجزائر العثمانية في عهد جورج واشنطن بمقتضى اتفاقية 1796، ولم تتربع على عرش السياسة الدولية إلا بعد حربين عالميتين، أُنهكت بسببهما قوى بقية الدول الاستعمارية، فانتهزت هذا التقدم وحافظت عليه بفرض التداول العالمي لعملتها، ومع ذلك فقد استطاع الاتحاد السوفيتي أن يشغلها لفترة عن استكمال مشروع هيمنتها على العالم.
وإن الحديث عن ارتياح لمستوى التنسيق الأمني معها وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، لا يعني إلا بداية طرقها لباب الجزائر، بهدف الولوج إلى كامل المنطقة من أوسع أبوابها، وقد استعصى عليها ذلك سابقا. وهذه الخطوة لها ما بعدها بلا شك، حيث تبدأ أمريكا عادة بطرق الأبواب وتنتهي بخلعها من أجل فرض الديمقراطية بالحديد والنار. ومعلوم لكل عاقل أن مكافحة الإرهاب في قاموس أمريكا لا تعني إلا محو الإسلام كبديل حضاري يوحد صفوف المسلمين، وتركيز "إسلام" جون كيري. وإلا فمن يحتكر صناعة الإرهاب في العالم غيرها؟
وعليه فإن على أهل شمال أفريقيا ومنهم أهلنا في الجزائر أي يحذروا كل الحذر من مكر أمريكا، التي تحاول إيهامهم بالتغيير في إزاحتها لنفوذ أوروبا المترنحة، تحت عناوين خادعة في مقدمتها كنس النفوذ الفرنسي من أفريقيا، وهو ما فعلته مؤخرا في النيجر الذي يعتبر عمقا استراتيجيا للجزائر.
أما عن قادة الجزائر من مفكرين وسياسيين وعسكريين، فما على المخلصين منهم إلا مراجعة مفهوم الأمن القومي واستراتيجيته الحالية، التي وضعت منذ البداية على مقاس الكافر المستعمر ووفق رؤية رأسمالية خالصة، تجعل بلد المليون شهيد مجرد مطيّة للاستعمار، ولن يكون ذلك إلا بتبني الإسلام كبديل حضاري ومشروع نهضوي قادر على تخليص المنطقة من مكائد الكافر المستعمر، أيا كانت جهته، فملّة الكفر واحدة.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ﴾. وقال سبحانه: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس وسام الأطرش – ولاية تونس