- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تتطور أزمة المرتبات إلى انقلاب على العصابة الحاكمة في اليمن؟
الخبر:
السخط العام يصل إلى الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) ويطالب رئيسه الحوثيين بصرف شيكات بالمرتبات للموظفين من أجل إثبات حقوقهم. (إندبندنت عربية 4 أيلول/سبتمبر 2023م).
التعليق:
يعيش أهل اليمن في مناطق سيطرة الحوثيين بدون مرتبات منذ أكثر من سبع سنوات، ويبدو أن عدوى عدم صرف المرتبات قد انتقلت إلى مناطق سيطرة حكومة رشاد العليمي التي باتت في الأشهر الأخيرة تعلن ضعف الميزانية وعدم وجود ما يكفي لمرتبات الموظفين في خزائنها، ويبدو أن السخط العام قد تبناه الحزب المتحالف مع الحوثيين في الحكم في صنعاء أي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه الرئيس الهالك علي صالح، فقد أعلن رئيس الحزب جناح صنعاء، صادق أبو راس، أن على السلطة في صنعاء أن يثبتوا حقوق الناس بصرف شيكات لهم بمرتباتهم، في محاولة لإحراج الحوثيين وتأليب الرأي العام ضدهم، ولم يترك الحوثيون هذا التصريح دون أن يردوا عليه بأن مثل هذه التصريحات تقف إلى جانب العدوان، وذلك على لسان القيادي الحوثي المشاط، بل وسفه المشاط كلام أبو راس وقام بتهديده علنا.
وكانت جريدة الإندبندنت قد نبهت أن هذه التصريحات ستقود إلى أزمة وشيكة بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام، رغم تحالفهم الشكلي في الحكم في صنعاء، إلا أن كثيراً من قيادات المؤتمر تقول إنها مسلوبة الصلاحيات وأن الحوثيين هم المسيطرون على مقاليد الحكم في صنعاء. وكان المعلمون في مناطق سيطرة الحوثيين قد أعلنوا إضرابا عن العمل إلى حين استلام مرتباتهم.
ويتحجج الحوثيون لعدم صرف المرتبات بالعدوان وانشغالهم بجبهات القتال، رغم أن الجبهات لا يدور فيها قتال منذ أكثر من عامين، ورغم أن السعودية جاءت بنفسها إلى صنعاء وتوصلت إلى تفاهمات معهم تم الإعلان عنها من الطرفين، واستقبلت السعودية وفدا عسكريا حوثيا على أراضيها، ورغم فتح العدوان لميناء الحديدة الحيوي الذي يسيطر الحوثيون على مداخيله علاوة على رفع الحصار عن مطار صنعاء، واستيلاء الحوثيين على الجمارك والضرائب المتنوعة التي يفرضونها على الناس!
يا أهل اليمن: إنكم وصلتم إلى حال ليس بعدها ما هو أسوأ منها، فدم أبنائكم مسفوك في جبهات قتال لا تعلمون من يقاتل من فيها، وثرواتكم يؤمّن خروجها من البلاد هؤلاء العصابات الحاكمة، وكرامتكم تداس عند نقاط العسكر المنتشرة في طول البلاد وعرضها! وفي طوابير الغاز المنزلي والخبز المدعوم، ولم تقم تلك العصابات رغم نهبها للثروات وفرضها الإتاوات والضرائب، لم تقم بمد كهرباء ولا حتى أنبوب مياه، وصار طفح المجاري في الشوارع الرئيسية أمرا مألوفا في مدنكم!
أيها المسلمون: إن طريق العزة واضح؛ انفضوا عن كاهلكم هذه العصابات شمالا وجنوبا، فهي في الشمال موالية لإيران ومشروعها في المنطقة، وفي الجنوب عصابة الحكم مسلوبة الإرادة من السعودية والإمارات في تنافس على النفوذ والثروة من أمريكا وحلفائها ومنافسيها.
إن طريق العزة أن نوالي مشروع الإسلام وإقامة أحكامه بإعلانها خلافة راشدة على منهاج النبوة يحكم فيها بشرع الله ويطرد منها الكافر المستعمر وعصاباته وأعوانه وتصان فيها الكرامة والثروة وتحقن دماء المسلمين، فإلى العمل الجاد المخلص مع العاملين منكم إلى إقامتها ندعوكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن