الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا أهل المغرب ها قد زلزلتم من تحت أقدامكم واستعتبكم ربكم فأعتبوه!

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أهل المغرب ها قد زلزلتم من تحت أقدامكم واستعتبكم ربكم فأعتبوه!

 

 

 

الخبر:

 

ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال المدمر - الذي ضرب الجمعة الماضية أجزاء من المغرب - إلى 2862 قتيلا وبلغ عدد الجرحى 2562 شخصا، بينما تكثف السلطات الجهود لفتح الطرق سعيا للوصول إلى المناطق المعزولة.

 

وبينما ذكر المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب أن شدة الزلزال بلغت 7.2 درجات على مقياس ريختر، وقال رئيس المعهد، إن الزلزال الذي ضرب جنوب غربي مراكش وكان مركزه في إقليم الحوز هو الأعنف منذ قرن.

 

التعليق:

 

يا أهل المغرب، يا أهل الإسلام: كَذَبَكُم والله من شَغَلكُم بصفائح الأرض وقشرتها وحركتها التكتونية، وظنون الجيولوجيا ومسحها وأرقامها، وتخرصات منجمي الزلازل وكهنة التفسير المادي العلماني لها. أما والله أنكم زُلزلتم فذلك عين اليقين، أما وأن الأرض وصفائحها بيد من لا يغفل ولا ينام فذلك إيمان لا ريب فيه، أما أنه جعل ثباتها وقرارها نظاما وأصلا فذلك الخبر اليقين، قال جل وعلا: ﴿أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَٰهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

أما أن ترجف وتهتز وتزلزل خلاف الأصل وأنظمة الوجود فتلك آية يبغي بها الجليل تذكرة للمتقين وتأديبا وتوبة للعاصين وعذابا للكفرة الظالمين. ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً﴾.

 

أما أنكم زلزلتم عن نقص وعوج وانحراف فتلك حقيقة لا يماري فيها إلا منافق كذاب، أما أن نقصكم وعوجكم وانحرافكم أعظم وأكبر من معاصي أفرادكم، بل عظيم مصيبتكم في فساد أمر جماعتكم وتعطيل كل شرع ربكم وتحكيم كل قوانين كفرة الغرب في كل مناحي حياتكم، في أنظمة حكمكم واقتصادكم واجتماعكم وقضائكم وتعليمكم وإعلامكم، في أنفسكم وأهليكم وأزواجكم وذراريكم وعقولكم وفروجكم وأموالكم، بل أخطر منها وأدهى تحريف دينكم وتحكم شرار الخلق في أمركم واستعلاء الرويبضات وتحديهم وحربهم على إسلام ربكم.

 

فمصيبتكم أكبر وأخطر وأعظم من معصية زيد أو عمرو فيكم، علما أن تقوى وتوبة أفرادكم هي فريضة ربكم عليكم، ولكن القضية في فساد مجتمعكم وحياتكم، وما شنيع مصيبتكم وبليّتكم ورزيتكم وخبث أرضكم إلا في أنظمة الضرار أنظمة الاستعمار التي فيها وبها خراب الدار وتعطيل شرع الجبار واستجلاب غضبه وسخطه.

 

وها قد زلزلتم وقد أنذركم مولاكم وربكم واستعتبكم فأعتبوه، وتوبوا إليه توبة نصوحا لعلكم ترحمون، وما كانت توبتكم إلا إقلاعا عن عظيم وكبير معاصيه وتعطيل شرعه وسواد منافقي العملاء على حكم خلقه.

 

يا أهل المغرب، يا أهل الإسلام: ابرؤوا إلى الله من أنظمة الجور والفجور ومن قبيح صنائعها (حكم بدستور الكفر الفرنسي، استحلال الربا، استباحة للفروج والزنا "العلاقات الرضائية"، استحلال للخمور والمخدرات، تشجيع على الإلحاد وفعل قوم لوط عبر مناهج التعليم الضالة المضلة، تفكيك للأسرة وإفساد للعلاقات الاجتماعية عبر مدونة الأسرة، تشجيع على الفواحش عبر إعلام العهر والرذيلة، غمط للحقوق وسرقة للثروات ونهب للأموال وفرض للضرائب والمكوس وإفقار لأهل الدار، خيانة في موالاة المغضوب عليهم يهود غاصبي الأقصى وأرض المعراج والمسرى، انخراط تام في حرب أمريكا على الإسلام، تحريف للإسلام تحت عنوان إصلاح الحقل الديني...)، وهذه الموبقات لا تنتهي ولا تنقضي بل تستفحل وتستشري.

 

فاستفتحوا توبتكم بالاعتبار والتذكر والتضرع إلى الله، ثم استقيموا على الطريقة بإنكار منكرات حكامكم ونصرة دينكم وإعلاء كلمة ربكم ثم قصدا جادا لتحكيم شرعه في أرضه وعلى عباده.

 

فاللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك ولا تؤاخذنا بشرور حكامنا، فاللهم لا تجعلنا من أقران هؤلاء ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾.

 

ونسألك اللهم سيرا وموتا على درب هؤلاء؛ ذكر أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ يَسْتَعْتِبُكُمْ فَأَعْتِبُوهُ"، وروى ابن أبي شيبة في مصنفه من طريق صفية بنت أبي عبيد قالت: زلزلت الأرض على عهد عمر رضي الله عنه حتى اصطفقت السرر، فوافق ذلك عبد الله بن عمر وهو يصلي فلم يدر، قال: فخطب عمر الناس وقال: "لَئِنْ عَادَتْ لَأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانِيكُمْ".

 

﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾

 

اللهم نسألك رحمتك بموتى المسلمين وعفوك ولطفك بأحيائهم يا أرحم الراحمين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مناجي محمد

آخر تعديل علىالأربعاء, 13 أيلول/سبتمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع