السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 142 السنة الثانية للهجرة النعم التي أنعم الله تعالى بها على المؤمنين في غزوة بدر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 142

السنة الثانية للهجرة

النعم التي أنعم الله تعالى بها على المؤمنين في غزوة بدر

 

 

 

 

غزوة بدر الكبرى من أعظم ذكريات هذه الأمة المباركة التي وقعت في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وذلك من السنة الثانية للهجرة، وقد أبلى فيها المؤمنون بلاء حسنًا، فنصرهم الله عز وجل على أعدائهم من المشركين نصرًا مؤزرًا على الرغم من أنهم كانوا أقل عددًا، وعدة من المشركين، ولم يأخذوا للقاء أهبته وعدته. وقد أنعم الله تعالى على المؤمنين في بدر بنعم عظيمة وهذه النعم هي:

 

أولا: نعمة المطر: فقد منع قريشا من السبق إلى ماء بدر مطر عظيم عوقها عن المسير، بينما كان هذا المطر في صالح المسلمين إذ لبد لهم رمل الوادي، وأعانهم على المسير عليها، كما استفاد المسلمون كذلك من هذا المطر ما يتطهرون به بالغسل والوضوء، وما ينشطهم للقتال، ويطرد عنهم رجز الشيطان، ووسوسته التي يمكن أن ينفذ بها إلى نفوسهم. قال تعالى: (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام).

 

ثانيا: نعمة الإمداد بالملائكة: فلقد أنزل الله تعالى ملائكته لتثبت المؤمنين في المعركة، ولتطمئن قلوبهم، ولتشعرهم بأن الله معهم، وما عليهم إلا أن يبذلوا جهدهم ويعدوا عدتهم غير مقصرين في اتخاذ أسباب القوة. قال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين).

 

ثالثا: نعمة النعاس: فقد امتن الله على المؤمنين بالنوم، إذ غشيهم النعاس جميعا في هذه الليلة التي في صبيحتها سيخوضون معركة حياة أو موت مع عدو أكثر عددا وأقوى عدة. وقد كان هذا النعاس معجزة كبرى للنبي r ، لأنه قد شمل جميع أفراد الجيش الإسلامي فناموا كلهم في وقت واحد، وأفاقوا في وقت واحد، قال تعالى: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه). وقضى المسلمون ليلا هادئ الأنفاس، منير الآفاق، غمرت الثقة قلوبهم، وأخذوا من الراحة قسطهم.

 

رابعا: نعمة إلقاء الرعب في قلوب الأعداء: فقد امتن سبحانه على المؤمنين في بدر بإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم الكافرين، قال تعالى: (إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان).

 

خامسا: نعمة النصر على الأعداء: فقد كان رسول الله r يتفقد الرجال، وينظم الصفوف، ويسدي النصائح، ويذكر بالله والدار الآخرة، ثم يعود إلى عريش هيئ له، فيستغرق في الدعاء الخاشع، ويستغيث بالرحمن، ووقف أبو بكر t إلى جوار الرسول r وهو يكثر الابتهال، والتضرع ويقول فيما يدعو به: «اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعدها في الأرض، اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم نصرك». وجعل أبو بكر t يلتزمه من ورائه، ويسوي عليه رداءه، ويقول مشفقا عليه من كثرة الابتهال: "يا رسول الله بعض مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك". ولقد كان أبو بكر الصديق t واثقًا من نصر الله لرسوله r ؛ لأن وعد الله حق، والله سبحانه لا يخلف الميعاد؛ ولأن الله سبحانه وتعالى كان قد وعد رسوله بإحدى الطائفتين: أن يعطيه القافلة، أو أن ينصره على أعدائه الكافرين، وما دامت القافلة قد نجت، وأفلتت من قبضة المسلمين، فلم يبق إلا النصر الذي سيتحقق لا محالة... تابعونا، وصلوا، وسلموا وباركوا على قائدِ الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالأربعاء, 13 أيلول/سبتمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع