- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تشعل أمريكا جبهة القوقاز؟
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام خبر التوتر المتصاعد على جبهة أرمينيا وأذربيجان، وما رافقه من استعدادات إيرانية للتدخل عسكريا لصالح أرمينيا، تقابلها استعدادات وتهديدات تركية للتدخل مع أذربيجان، وذلك على خلفية فشل تطبيق الاتفاق السابق الذي يقضي بفتح ممرين يصل أحدهما منطقة ناغورني قاراباخ بدولة أرمينيا، ويصل الآخر طرفي أذربيجان المنفصلين، ما يتيح لتركيا الوصول المباشر لآسيا الوسطى وتعميق امتدادها التاريخي، وهو ما ترفضه إيران وتستعد لدخول الحرب لمنعه.
التعليق:
إن من المسلمات السياسية في العصر الحديث أن أمريكا تقتات على صناعة الأزمات والاستفادة منها، وسياستها في هذه المنطقة من آسيا ليست مختلفة، بل يمكن لأي مراقب أن يؤكد رغبتها في تصعيد الخلاف بين إيران وأرمينيا من جهة، وبين تركيا وأذربيجان من جهة أخرى، خاصة بعد المناورات المشتركة بين أمريكا وأرمينيا التي أثارت تحفظ أطراف عدة في المنطقة على رأسها روسيا.
ولن يكون مستغربا إن أشعلت أمريكا حربا محدودة بين هذه الأطراف أو شجعت وقوعها، ثم وقفت تنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض السياسي والعسكري لتحصيل المكاسب من شتى المجالات بعد استنزاف المتصارعين إلى حد ما.
وهذا يؤكد أن الحكام النواطير في بلادنا، ما زالوا أدوات وبيادق بيد عدونا، يتحركون ضمن دائرة مصالحه هو، حتى لو ظهر الأمر بأن قراراتهم في الحرب والسلم ذاتية، وأنها لحماية مصالح دولهم القومية الضيقة.
ويبقى السؤال: إلى متى يظل مصير دمائنا وأمننا وثرواتنا بيد أعدائنا، وتبقى بلادنا ممزقة بحيث لا ترد كيد عدو خارجي، ولا تشتعل نار الحرب إلا في ديارنا وفوق أرضنا، وخدمة لمصالح من لا يرقبون فينا إلاّ ولا ذمة؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ عدنان مزيان
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير