الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل يحتاج العالم إلى مجموعة العشرين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل يحتاج العالم إلى مجموعة العشرين؟

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

ستجتمع القمة السنوية لمجموعة العشرين من قادة العالم سعياً لتحقيق هدف سامٍ وهو تنسيق السياسات للاقتصاد العالمي. ويتضمّن جدول أعمال نيودلهي تغيّر المناخ، والتنمية الاقتصادية، وأعباء الديون في البلدان المنخفضة الدّخل، فضلاً عن التضخّم الناجم عن الحرب الروسية في أوكرانيا. إذا تمكن الأعضاء من التوصّل إلى توافق في الآراء بشأن أي من هذه المواضيع أو جميعها، فسوف يصدرون إعلاناً رسمياً مشتركاً في النهاية. (نيويورك تايمز، 6 أيلول/سبتمبر 2023)

 

التعليق:

 

مجموعة العشرين أو G20 هي منتدى حكومي دولي يضم 19 دولة والاتحاد الأوروبي. ويعمل على معالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بالاقتصاد العالمي، مثل الاستقرار المالي الدولي، والتخفيف من آثار تغيّر المناخ، والتنمية المستدامة.

 

تتألف مجموعة العشرين من معظم وزارات المالية في أكبر الاقتصادات في العالم، بما في ذلك البلدان الصناعية والنامية. فهي تمثل حوالي 80٪ من الناتج العالمي الإجمالي و75٪ من التجارة الدولية.

 

في سياق الدول الرأسمالية القوية، يُنظر إلى مجموعة العشرين على أنها أداة أخرى تستخدم لتعزيز مصالحها والسيطرة على موارد العالم الثالث. وتحت ستار النظام العالمي والقانون الدولي، يفرض الغرب قواعد تخدم مصالحه في المقام الأول، بينما يعيث فساداً في العالم الثالث غالباً. ويرجع هذا الخراب إلى سياسات مثل التجارة الحرّة والأدوات السياسية التي اتّسمت بها وصفات ما بعد إجماع واشنطن. عندما لا يتوافق قانون أو قاعدة مع مصالح دولة استعمارية قوية، فإنها تتحايل عليها، كما يتّضح من رفض الولايات المتحدة منذ فترة طويلة الالتزام بالاتفاق الإجماعي بشأن تغير المناخ، اتفاق كيوتو، بسبب المخاوف بشأن تغير المناخ وتأثيره على صناعتها النفطية.

 

لقد فشل منتدى مجموعة العشرين في توفير الاستقرار المالي وحماية البيئة على نطاق عالمي، الأمر الذي دفع حتى المفكرين الغربيين إلى مناقشة عيوبه علانية. وكما كتب داني رودريك وستيفن والت العام الماضي في مجلة فورين أفيرز، "من الواضح على نحو متزايد أن النهج القائم الموجه نحو الغرب لم يعد كافيا لمعالجة القوى العديدة التي تحكم علاقات القوّة الدولية". وتوقّعوا مستقبلاً يتمتع بقدر أقل من الاتفاق والإجماع، حيث "سوف تكون الغلبة لتفضيلات السياسة الغربية أقل" و"لا بد من منح كل دولة فسحة أكبر في إدارة اقتصادها ومجتمعها ونظامها السياسي".

 

لقد عانى العالم بسبب الدول الاستعمارية التي لها نفوذ كبير على مستوى العالم. كما واجه صعوبات بسبب المجموعات أو المجتمعات أو التنظيمات التي شكّلتها هذه القوى الكبرى.

 

بالإضافة إلى ذلك، يرتبط الاستعمار الجديد ارتباطاً وثيقاً بفكرة كسب المال ونهب موارد العالم الثالث. لقد تسبب في العديد من المشاكل. وسيظلّ العالم يعاني طالما أن الناس يؤمنون بفكرة النظام العالمي. وتسيطر الدول الاستعمارية القوية على كل شيء، ويستمر الاستعمار الجديد. لذا، لا يمكننا أن نجعل العالم مكاناً أفضل وأكثر سعادة ما لم نتعامل مع هذه المشاكل الثلاث: النظام الدولي، وسيطرة وهيمنة القوى الاستعمارية الكبرى، ووجود الاستعمار الجديد.

 

إن التعطش إلى السلطة والثروة في الدول الاستعمارية لن يتوقف. ولا بدّ من تغيير الفكرة التي يتبناها الكثيرون بشأن مفهوم التحالفات بين القوى العظمى والدول القوية. إن إدارة العلاقات الدولية التي تمّ تنظيمها من خلال تحالفات القوى العظمى أو الدول القوية قد تسببت في إحداث فوضى في العالم ما تسبب في انتشار البؤس واليأس. لقد تواطأ الأقوياء وتعاونوا معاً للسيطرة على الضعفاء. تشكل الدول القوية هياكل ومؤسسات تتقاسم من خلالها السلطة والنفوذ والموارد فيما بينها.

 

إن الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله سوف تحشد الرأي العام الدولي ضد مفهوم التحالفات بين القوى الكبرى. وستبدأ هجوماً سياسياً وفكرياً قوياً على الطريقة التي يتمّ بها تنظيم علاقات القوة في العالم اليوم، حيث ستطالب كل دولة بإدارة سياستها الخارجية وفقاً لمصالحها خارج الهياكل الرسمية والتحالفات والمؤسسات الدولية. وبالتالي فإن صعود دولة الخلافة على المسرح الدولي سيؤدي إلى تغيير جذري في طبيعة وسلوك العلاقات الدولية، وسوف يكسر سيطرة القوى الاستعمارية الكبرى على العالم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس زيشان – ولاية باكستان

 

آخر تعديل علىالجمعة, 16 شباط/فبراير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع