الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الباحث التائه كحاطب الليل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الباحث التائه كحاطب الليل

 

 

الخبر:

 

في موقع حفريات الإلكتروني كتب أحمد عبد الحميد حسين بتاريخ 2023/09/07 "بحثا" تحت عنوان (حزب التحرير: الخلافة الإسلامية والأسطورة المهدوية) جمع فيه بعض النصوص في محاولة لتقريب الصورة للقارئ حول نشأة حزب التحرير، وعرض بعض أفكاره الأساسية.

 

التعليق:

 

يقال في المثل "الرسالة تقرأ من عنوانها"! وهكذا يفهم من اختيار الكاتب لمصطلح "الأسطورة المهدوية" وربطها بالخلافة أنه لم يكلف نفسه عناء البحث ليدرك أن فكر حزب التحرير أبعد ما يكون عن الأساطير وأنه لا يؤمن بهذه الخزعبلات والخرافات! ورغم أن الكاتب يعرج على النصوص الشرعية التي تؤكد فرضية إقامة الخلافة ونصب خليفة للمسلمين وذلك بالأدلة الشرعية والاستنباط الصحيح لما جاء من أدلة في الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، إلا أنه لم يناقش الأدلة ليثبت عدم صلاحيتها مثلا أو الخطأ في الاستنباط أو ضعف الأدلة أو غير ذلك بالأسلوب العلمي والمنهج الفقهي، بل خرج بنتيجة فاسدة معلوم أن الغرب يروج لها من باب معاداته للإسلام وخوفه من عودته في واقع الحياة، فقال: "يتبنى الحزب ثيوقراطية صريحة واضحة لا يخلطها بتصورات حداثية مراوغة"، ومن المعلوم أن الحزب أثبت في مواضع عديدة من أدبياته أن الحكم في الإسلام ليس ثيوقراطيا وأنه لا وجود لرجال الدين في الإسلام كما هو الحال في النصرانية أو اليهودية مثلا.

 

ويكشف الكاتب عن الفكرة التي يدور حولها المقال وهي قوله: "... تحمل مسألة "الخلافة" التي يطرحها حزب التحرير في داخلها فكرتين أساسيتين: الأولى هي أسطورية تعيد الماضي، وتجتر شكلاً من أشكال الحكم يصعب استحضاره، ونمطاً من أنماط السلطة المثالية تستحيل إقامته، بفعل ما تراكم من تحولات اجتماعية وسياسية. والثانية: فكرة "مهدوية" تربط الجمهور بحلم بعيد وأمل يمكن أن يتحقق يوماً وينتشلهم من براثن عدو قوي نهب أرضهم، أو نظام استبدادي يحاصرهم، ولا يجدون حيلة في دفعه؛ لتكون الخلافة هنا حبلاً ممتداً من مستقبل مأزوم لماض مليء بصورة متخيلة عن نبي وقديسين وخليفة ينام تحت شجرة ملتحفاً بالعراء ويرتدي خرقة من الصوف".

 

وهكذا يضع الكاتب رأيه وملخص مقاله بين يدي القارئ دون أي إثبات أو نص من كتاب أو قطعة من منشورات الحزب! ومن المعلوم أن وصف الخلافة بالأسطورة وربطها بالمهدوية ونعتها بالاستبدادية وأنها حلم وخيال وأوهام كل ذلك مصدره واحد وهو أعداء الإسلام المنتفعون من غياب الخلافة وما ترتب على ذلك من ضعف الأمة الإسلامية وتحكم أعدائها بمقدراتها ونهب خيراتها، وهم يدركون أن عودة الخلافة ستضع حدا لهذا التسلط والاستعمار.

 

علق الكاتب على بعض الأفكار ونسخ بعض الآراء المغلوطة وأثار بعض المفاهيم ووضع علامات استفهام وقارن وعلل وفسر وشرح وأسهب حينا وأوجز أحيانا، ولكن لم يكلف نفسه عناء البحث على أسس علمية تستحضر الدليل أو النص وتناقشه وتفنده بالرأي الممنهج أو تثبت خلافه، بل إنه اجتزأ بعض النصوص لتوافق مذهبه، ونسخ كثيرا من الآراء المعروفة بأنها ضالة مضلة وهي منتشرة وينسخها كل من ادعى لنفسه أنه باحث لعله يحظى بنصيب دنيوي أو حظ من أسياده أعداء الإسلام أو أذنابهم.

 

ننصح من أراد أن يسمي نفسه مفكرا أو باحثا أن يتعلم أسس البحث والنقل والتفكير ومناقشة الرأي وأن يعرض إن شاء فكرته مبنية على أسس علمية وليس مجرد نقل غير موثق أو مشبوه، وأفكار الحزب ليست بعيدة المنال بل في متناول الأيدي دون عناء، ويمكن لمن أراد البحث الصادق أن يهتدي بها إلى الحق فلا يضيع وقته ووقت القراء والمتابعين في ضلالات تخدم أعداء الأمة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة

 

آخر تعديل علىالجمعة, 15 أيلول/سبتمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع