الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
شعوب تدفع أثماناً باهظة في سبيل قمم تدعي تحقيق أهداف سامية!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

شعوب تدفع أثماناً باهظة في سبيل قمم تدعي تحقيق أهداف سامية!

 

 

 

الخبر:

 

 

 من وراء الحجُب... هكذا دفع فقراء الهند ثمن قمة الـ20، إذ قامت السلطات الهندية بهدم آلاف المنازل والأسواق وأخفت الأحياء الفقيرة خلف جدران من الصفيح أو القماش أو لوحات عملاقة. (الجزيرة)

 

التعليق:

 

مجموعة العشرين أو G20 هي منتدى حكومي دولي يضم 19 دولة والاتحاد الأوروبي. ويعمل على معالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بالاقتصاد العالمي، مثل الاستقرار المالي الدولي، والتخفيف من آثار تغيّر المناخ، والتنمية المستدامة. وقد اجتمع قادة العالم في هذه القمة السنوية في التاسع من هذا الشهر في العاصمة الهندية نيودلهي وذلك سعياً لتحقيق هدف سامٍ وهو تنسيق السياسات للاقتصاد العالمي. وقد تضمّن جدول أعمال نيودلهي تغيّر المناخ، والتنمية الاقتصادية، وأعباء الديون في البلدان المنخفضة الدّخل، فضلاً عن التضخّم الناجم عن حرب أوكرانيا.

 

قمة تتناول الشأن الاقتصادي في بلد يتخبط أهله في الفقر المدقع!!!

 

أهداف سامية إلا أنها في الحقيقة لا تعدو عن تحقيق مصالح الدول الكبرى وخاصة أولئك الـ2% الذين يتحكمون باقتصاد العالم. مصالح وأهداف سعوا لتحقيقها ولكن دون النظر إلى أحوال الشعوب الفقيرة، فما قامت به الحكومة الهندية يكشف جزءاً يسيراً من عنجهية هؤلاء الحكام وانفصالهم التام عن أحوال شعوبهم المزرية.

 

فاستعدادا لقمة الـ20 هدمت السلطات الهندية خلال الستة أشهر الأخيرة بيوت أكثر من 100 ألف شخص، كثير منهم لا يستطيعون استئجار منازل أخرى، ما اضطرهم إلى افتراش الخيام ومواجهة الأمطار وحرارة الشمس، وفي المقابل وفي لفتة (إنسانية) غير مسبوقة نقلت الحكومة الهندية نحو 4 آلاف شخص يعيشون تحت الجسور وعلى الأرصفة إلى ملاجئ خاصة بالفقراء، هذا وقد أخفت الأحياء الفقيرة خلف جدران من الصفيح أو القماش أو لوحات عملاقة على الأرصفة وذلك قبل شهر من موعد القمة. وكذلك فرضت حظر التجول في العاصمة لمدة 3 أيام، أغلقت خلالها المتاجر والمكاتب والمؤسسات التجارية والمدارس والجامعات، وحظرت على سكان الأحياء الفقيرة الخروج من أحيائهم خلال هذه المدة، وأخبرتهم قوات الشرطة المتمركزة أمام منازلهم أن هذه القيود ستستمر حتى يوم 15 أيلول/سبتمبر الجاري.

 

على الرغم من عملية إخفاء الفقراء في العاصمة نيودلهي، والتي هي كمن يحاول الاختباء وراء الغربال المخروم، لا يستطيع أحد إخفاء الإحصاءات العالمية التي تشير للعيان وبشكل واضح وجلي نسبة الفقر ليس في الهند فقط بل في العالم أجمع، ففي الهند تشير الكثير من البيانات أن أكثر من ثلثي الناس يعانون من الفقر. ووفقا لأحدث تقرير صادر عن مؤسسة "sos childrens villages" فإن 68% من سكان الهند فقراء، ويجنون أقل من دولارين في اليوم. كما أن هناك أكثر من 30% من السكان يجنون أقل من 1.25 دولار يوميا، وهم يعدون من الفئة الأشد فقرا ويعيشون تحت خط الفقر.

 

وأما عالميا فإن هناك 780 مليون شخص حول العالم يعانون من الفقر المدقع، وفقا لبيانات الأمم المتحدة، وهناك 11% من سكان العالم يعيشون تحت خط الفقر الذي تحدده المنظمة الدولية عند 1.9 دولارا يوميا، وما خفي أعظم!

 

إن هذه التدابير لم تأت لصالح الناس الفقيرة والمحتاجة بل زادت من ضنك عيشهم وانعدام سبل عيشهم الكريم. إن الغاية من إخفاء الأحياء الفقيرة والفقراء هي دون أدنى شك لعدم تلوث نظر هؤلاء الشرذمة الذين اعتادوا على المناظر الخلابة وكل وسائل الرفاهية، هؤلاء قادة العالم الذين يعيشون على نهب خيرات البلاد والعباد وامتصاص دماء الشعوب دون حد معلن لشبعهم بل لتخمتهم. تخاف الهند على نقاء نظرهم وعدم إقلاق راحتهم فتحبس الآلاف وراء ستائر هي واهية في الأصل، فالحقيقة بلجاء واضحة لكل عاقل؛ أن النظام الرأسمالي هو الذي أوصل العالم أجمع إلى حافة الهلاك وجلب عليه البؤس والفقر. قال تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رنا مصطفى

آخر تعديل علىالأحد, 17 أيلول/سبتمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع