- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الذين ليست لديهم إرادة سياسية محكومٌ عليهم بأن يكونوا عبيداً حقيرين للآخرين
الخبر:
وفقاً للأخبار الواردة في صحيفة داون، أدلى رئيس وزراء الحكومة الباكستانية المؤقتة أنوار الحق كاكار بياناً في مجلس أبحاث العلاقات الخارجية في نيويورك، حيث كان يحضر الجمعية العامة الثامنة والسبعين للأمم المتحدة.
وقال إن تصاعد نزعة الهندوتفا أو القومية الهندوسية المستوحاة من المشاعر المعادية للمسلمين هو أمر يثير قلقاً عميقاً للمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وذكر كاكار أن أيديولوجيي الهندوتفا تشجعوا على تجاوز المنطقة وأن مقتل "زعيم السيخ هارديب سينغ نيجار" في كندا هو انعكاس لهذا الاتجاه الشرير...
وأعرب كاكار عن قلقه إزاء تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان في جامو وكشمير، ودعا الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها على الهند لحل قضية جامو وكشمير سلميا وبما يتماشى مع رغبات شعب المنطقة.
التعليق:
بداية، دعونا نقدم شرحاً بسيطاً حول الإرادة السياسية؛ وهي إعلام المجتمع بالوضع السيئ الذي يعيشه ومن أين ينبع هذا الوضع السيئ. علاوة على ذلك، فهي تهدف من خلال النضال الفكري الذي ستخوضه إلى جعل الناس تتبنى النموذج الجديد الذي ستستبدله، وذلك بجعل الوضع الراهن وفكرته الأساسية تبدو غير شرعية في نظرهم. وبمجرد تحقيق ذلك، لن تتمكن أي قوة مادية من إنقاذ الواقع القائم من الانهيار. وكل هذه أمور سياسية يمكن تحقيقها من خلال النضال الفكري. والآن دعونا نقيّم التصريح الخانع الذي أدلاه كاكار، الذي يفتقر إلى الإرادة السياسية؛ دعونا نوجه رسالة تذكير مختصرة إليه؛ فقد حاولت السلطات في بعض ولايات الهند مؤخرا منع الأذان في المساجد، والضغط عليها لإزالة مكبرات الصوت أثناء الأذان، ودعوا إلى مقاطعة التجار المسلمين وسائقي سيارات الأجرة والمحلات التجارية التي تبيع السلع الحلال، ومنعوا النساء والفتيات المسلمات من ارتداء الخمار في المدارس والكليات، علاوة على ذلك، في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، خلال تجمع ديني، دعا الكهنة الهندوس وزعماء الهندوتفا علناً إلى الإبادة الجماعية للمسلمين. علاوة على ذلك، ومن أجل تنفيذ أوامر سيدتكم أمريكا، التزمتم الصمت بشأن احتلال الهندوس لكشمير والاضطهاد والتعذيب شبه المنهجي للمسلمين هناك، ولم تتوقفوا عند هذا الحد، بل ساعدتم في إمداد المحاربين الهندوس الذين ترعاهم أمريكا بالأسلحة، لكنكم منعتم توريد الأسلحة إلى مقاتلي المجاهدين في جامو كشمير. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من هذه الفظائع المرتكبة ضد المسلمين في الهند، فقد لقي مودي ونظامه العنصري ترحيبا حارا من جميع حكام العالم الذين يروجون للاستبداد لتحقيق مكاسب اقتصادية ومصالح سياسية وطنية، فقد بقيتم صامتين.
نعم، على الرغم من أنك شهدت شخصيا كل ما ذكر أعلاه، بل ودعمته دون أي رد فعل، الآن ماذا حصل، تقول إن القومية الهندوسية تشكل خطرا قوميا! ولكننا نعلم أن همكم ليس سفك دماء المسلمين أو اضطهادهم؛ بل همكم ألا تخسروا مكانتكم المتدنية، وأن تضعوا حداً لعداء مسلمي باكستان لسيدتكم أمريكا. لأنك تقول "إن تصاعد نزعة الهندوتفا أو القومية الهندوسية المستوحاة من المشاعر المعادية للمسلمين هو أمر يثير قلقاً عميقاً للمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة"، إذن أنتم تريدون توجيه هذه الرسالة إلى الدول الغربية، وخاصة سيدتكم أمريكا؛ مفادها "إذا لم تحذروا الهندوس من عدائهم للمسلمين، فإن الشعب الباكستاني المسلم والضباط المخلصين في الجيش سيعودون إلى قيمهم الدينية ويسعون إلى إعادة حكومة إسلامية، وهي عملية لا رجعة فيها"، لأنه لو كان همك حقاً هو قتل المسلمين واضطهادهم لما استجديت أمريكا التي هي سبب اضطهاد المسلمين في الهند وكشمير وميانمار وسوريا وفلسطين واليمن وأفريقيا الوسطى وغيرها من البلاد الإسلامية، بل لوضعت حدا للهند في ساعات قليلة بجيشكم الذي يعد من أكبر جيوش العالم. لكن ليس لديكم العقيدة ولا الإرادة ولا الرؤية السياسية للقيام بذلك. لهذا السبب محكوم عليكم أن تكونوا عبيداً حقيرين للآخرين. يا رئيس الوزراء: دعونا نذكركم بهذه الآية تحذيرا ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٤٠]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان