- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمام قوة "طوفان الأقصى" الجارف، تونس "الثورة" تصدر بيانا تخديريّا قويّا!
الخبر:
عبرت تونس عن دعمها لـ"المقاومة الفلسطينية المشروعة"، ودعت المجتمع الدولي لوضع حد لـ"الاحتلال (الإسرائيلي) الغاشم".
وأكدت الرئاسة التونسية، في بيان مساء السبت 2023/10/07 "وقوف تونس الكامل وغير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطيني، كما تذكر بأن ما تصفه بعض وسائل الإعلام بغلاف غزة هو أرض فلسطينية ترزح تحت الاحتلال الصهيوني منذ عقود، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يستعيدها، وأن يستعيد كل أرض فلسطين، ومن حقه أيضاً أن يقيم دولته المستقلة عليها وعاصمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".
كما دعت "كل الضمائر الحية في العالم" إلى "الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتذكّر المذابح التي قام بها العدو الصهيوني في حق شعبنا العربي في فلسطين، بل وفي حق الأمة كلها".
واعتبرت أنه "على العالم كله ألا يتناسى مذابح العدوّ في الدوايمة وبلد الشيخ ودير ياسين وكفر قاسم وخان يونس والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وغيرها، وعليه ألا يتناسى أيضاً مئات الآلاف من الذين هُجّروا من ديارهم وسُلبت منهم أراضيهم، عليهم أن يتذكروا هذه التواريخ، وعليهم أن يعترفوا بحق المقاومة المشروعة للاحتلال، ولا يعتبرون هذه المقاومة اعتداء وتصعيداً".
كما دعت "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته التاريخية لوضع حد للاحتلال الغاشم لكل فلسطين، ولإمعان قوات الاحتلال الصهيوني في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني في تحد كامل لكل الشرائع الدينية والقيم الإنسانية". (القدس العربي)
التعليق:
إن خطابات الإشادة بمقاومة الاحتلال والتذكير بحق أهل فلسطين في أرضهم ونسج عبارات الدعم والمساندة المطلقة وشحن العواطف وتأجيجها واللعب على وتر المشاعر الإسلامية لدفع الشعوب نحو الفخاخ الاستعمارية، كان ديدن العديد من القادة العرب ممن أكد الماضي والحاضر، أنهم جزء من نكبة الأمة وصناعة الهزيمة ومن الحصار المفروض على أهل فلسطين، خدمة لأجندة التحالف الصليبي مع اليهود، بل أثبت الواقع بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء الحكام، هم العائق الوحيد أمام تحرير كل فلسطين، وعليه لم يعد معقولا ولا مقبولا أن يلدغ أبناء الأمة من الجحر نفسه مرات ومرات.
ألا وقد أكدت عملية طوفان الأقصى أنه لا يوجد أي مانع عسكري أو ميداني أو سياسي لتحرير فلسطين، ولا يوجد لدى جنود يهود عقيدة قتالية يواجهون بها المجاهدين حتى يتحدث إعلام الأنظمة العربية عن جيش لا يُقهر، بل لقد تم اقتياد كبار الضباط وصغارهم كالخراف أمام العالم أجمع فيما فر آخرون كالفئران، في مشهد عز تقشعر له الأبدان.
فما المطلوب لتثبيت هذا النصر ودعمه والحفاظ على ما تحقق من مكاسب مادية ومعنوية وتلبية نداءات الأحرار والحرائر؟ ما المطلوب من الحكام الذين وضعوا على رأس قيادة القوات المسلحة؟ هل المطلوب دعم عسكري وتوجيه الجيوش الرابضة في ثكناتها نحو تحرير أرض الإسراء والمعراج ونصرة المستضعفين، أم المطلوب بيانات رئاسية تخديرية تغني عن القتال والجهاد في سبيل الله؟! هل المطلوب أفعال ميدانية حقيقية أم مجرد أقوال؟
ثم هل تحرر فلسطين بدولة وطنية مستقلة على حدود 67 عاصمتها القدس وبمناشدة النظام الدولي تحت راية الأمم المتحدة كما يدعو حكام المسلمين، بمن في ذلك المطبعون علنا، أم بكنس منظومة سايكس بيكو المهترئة والجهاد تحت راية الإسلام لتحرير كامل الأرض المباركة؟
إن البيانات التخديرية والخطابات الشعبوية كانت ولا تزال جزءاً من خطة إبقاء المسلمين داخل أقفاص الوطنية للحيلولة دون وحدتهم على أساس الإسلام، (ولنا في القذافي خير دليل ومثال) وغايتها إشغال المسلمين عن قضاياهم المصيرية وصرفهم عن اعتبار قضية فلسطين قضية إسلامية، وإن خيانة هذه القضية تبدأ من تحويلها وتوجيهها إلى حيث يريد أعداء الأمة، ولذلك فإن التحرير يبدأ في الأذهان وينتهي في الميدان، فلا بد أن تتحرر الأمة من الذلة والهوان، وأن تبادر إلى خلع هؤلاء الحكام، الذين خذلوا من استنصرهم وأداروا ظهورهم ومنعوا وحدة الأمة على أساس الإسلام ثم تظاهروا بنشر معسول الكلام إمعانا في استغفال واستغباء كل من فقد البوصلة وضيّع الميزان، فرضي بغياب سلطان الإسلام.
قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس وسام الأطرش – ولاية تونسنأ