الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
زيارة الرئيس الأوزبيكي ميرزييايف إلى روسيا واتحاد الغاز

بسم الله الرحمن الرحيم

 

زيارة الرئيس الأوزبيكي ميرزييايف إلى روسيا واتحاد الغاز

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت مواقع إخبارية أن رئيس أوزبيكستان شوكت ميرزياييف قام بزيارة رسمية إلى روسيا يومي 5 و7 تشرين الأول/أكتوبر بدعوة من الرئيس الروسي بوتين. وقد ذهب أولاً إلى مدينة قازان، ثم التقى مع بوتين في دائرة ضيقة (خاصة) في الكرملين في موسكو. وعقب الاجتماع أدلى ميرزياييف وبوتين ببيان مشترك. كما التقى ميرزياييف برئيس الوزراء الروسي ميشوستين. وفي 7 تشرين الأول/أكتوبر أعطى ميرزياييف مع بوتين ورئيس كازاخستان جومارت توكاييف إشارة البدء في عملية إمدادات الغاز الروسي.

 

التعليق:

 

في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 قال رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح إبرام "تحالف ثلاثي" مع أوزبيكستان بشأن إمدادات الغاز الروسية. وفي 16 حزيران/يونيو 2023 تم التوقيع على اتفاقية بشأن توريد 2.8 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً إلى أوزبيكستان من قبل ممثلي شركة غازبروم للتصدير وأوزغازتريد ووزارة الطاقة الأوزبيكية في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي.

 

من المعروف أن روسيا خسرت السوق الأوروبية لغازها بعد أن بدأت حربا عدوانية ضد أوكرانيا مرتكبة خطأ استراتيجيا. ووفقاً لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والسياسة فقد باعت روسيا قبل الحرب أكثر من 150 مليار متر مكعب من الغاز إلى الغرب. والآن البديل الوحيد للسوق الأوروبية بالنسبة لروسيا هو الصين. وقد أشار بوتين إلى أن "الغاز الروسي لم يتم توريده إلى آسيا الوسطى من قبل"، وقال إن الغاز سيتدفق الآن في الاتجاه المعاكس. وقال توكاييف إن "أكثر من 20 ألف كيلومتر من خطوط أنابيب الغاز الرئيسية بقابلية التمرير سنوية تصل إلى 255 مليار متر مكعب تمر عبر أراضي كازاخستان". وهذا يعني أن روسيا يمكن أن تستخدم أوزبيكستان كطريق لعبور الغاز إلى الصين بذريعة إمداد أوزبيكستان بالغاز. وقد تم تفسير إمدادات الغاز إلى أوزبيكستان بأنها لم تتمكن في الشتاء في العام الماضي من تزويد سكانها بالغاز. ولكن بدأ عند السكان ارتياب في أن نقص الغاز كان مخططاً له بشكل مصطنع. حتى اضطر وزير الطاقة جورابك ميرزا محمودوف في كانون الأول/ديسمبر 2022 إلى محاولة تبديد هذه الشكوك.

 

وفقاً لراديو ليبرتي: في عهد ميرزياييف سيطر رجال الأعمال الأوزبيكيون والروس المرتبطون بشركة غازبروم، على مئات من حقول الغاز والنفط. وأحد هؤلاء هو غينادي تيمشينك وهو الملياردير المقرب من بوتين. فقد قال رئيس قسم التحقيق في إذاعة ليبرتي كارل شريك وهو يجيب على سؤال: لماذا تحتاج روسيا إلى الغاز الأوزبيكي وهي لا تستطيع بيع غازها الذي تنتجه في روسيا بسبب العقوبات؟ قال: "الأمر لا يتعلق فقط ببيع الغاز ولكن على الأرجح أود أن أقول يتعلق بالسيطرة على الغاز وهذا سلاح مهم للغاية في ترسانة الكرملين من الناحية الجيوسياسية". لذلك كان من الطبيعي أن تظهر الشكوك في أن روسيا يمكن أن تستخدم هذا السلاح لإيجاد نقص مصطنع في الغاز.

 

علاوة على ذلك جاءت زيارة ميرزياييف لروسيا في أعقاب رحلته إلى الولايات المتحدة وألمانيا. ففي 19 و29 أيلول/سبتمبر شارك ميرزياييف في اجتماعات صيغة (5+1) "أمريكا وآسيا الوسطى" التي عقدت في نيويورك وبرلين. وتحاول أمريكا وأوروبا بسط نفوذهما السياسي والاقتصادي في منطقة آسيا الوسطى بما في ذلك أوزبيكستان. ويدل حضور الرئيس بايدن الأمريكي شخصيا لقمة (5+1) في نيويورك على أن أمريكا تولي المزيد من الاهتمام لهذه المنطقة. والصين أيضا تعمل على زيادة نفوذها فيها. ويشير المحللون إلى أن أهمية هذه المنطقة زادت على خلفية الحرب الأوكرانية. باختصار هناك "لعبة كبرى" جديدة تجري على هذه المنطقة.

 

علاوة على ذلك فقد أعلن بايدن استكمال الاتفاق التاريخي بشأن الممر الاقتصادي الجديد بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا بعد قمة مجموعة العشرين في نيودلهي. وهو مشروع موجه ضد المشروع الصيني.

 

وعلى خلفية هذه الأحداث من الطبيعي أن تحاول روسيا إبقاء آسيا الوسطى وهي منطقة نفوذها التقليدية في براثنها وخاصةً أوزبيكستان التي تعتبر شريان حياتها. ولذلك أكد البيان المشترك أن "...محاولات قوى ثالثة التدخل في الشؤون الثنائية والإقليمية بهدف ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية أمر غير مقبول". كما أشار البيان إلى أن (مكافحة الإرهاب والتطرف) هي محور الاهتمام في موسكو وطشقند.

 

ووفقاً للخبير السياسي الأوزبيكي فرهاد كريموف فإن الولايات المتحدة تنتهج سياستها في آسيا الوسطى بحذر لأنها تتفهم النفوذ العسكري والاقتصادي والسياسي الكبير لروسيا.

 

وقد خلط بوتين في الاجتماع بين أوزبيكستان وداغستان حيث قال لميرزياييف: "شكراً لكم على مشاركتكم الشخصية في تطوير العلاقات الروسية الداغستانية". وأعرب بعض الخبراء عن رأي مفاده أن بوتين "فعل ذلك عمدا". وربما قصد بوتين أنكم مثل داغستان لا تزالون في براثننا! وبدوره قال ميرزياييف: "لقد حققنا الكثير في السنوات الأخيرة بفضل إرادتنا السياسية، أنا وبوتين. إن التعاون بين أوزبيكستان وروسيا يتطور في جميع الاتجاهات". كما أكد أنه لا توجد أية قضايا لم يتم حلها بين أوزبيكستان وروسيا. وهكذا يمكن أن نستنتج أن مقاليد السلطة لميرزياييف الذي ينتهج سياسة متعددة الاتجاهات لا تزال في أيدي روسيا.

 

لن يرى المسلمون الخير والنور أبداً ما دامت بلداننا تحكمها أنظمة الطواغيت مثل نظام ميرزياييف. ولذلك يجب على المسلمين أن يستجيبوا للدعوة لإعادة الإسلام إلى ميدان الحياة.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

آخر تعديل علىالأربعاء, 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع