الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لن ينتهي الإرهاب إلاّ إذا غادر المستعمرون!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لن ينتهي الإرهاب إلاّ إذا غادر المستعمرون!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

وقع هجوم بقنبلة أمام وزارة الداخلية في أنقرة، صباح الأحد. وأعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا أنّ الحادث الذي وقع الساعة 09:30 هو هجوم إرهابي، وأصيب شرطيان، وتمّ تحييد إرهابيين اثنين أحدهما فجّر نفسه. وفي بيان صدر في اليوم التالي، ورد أن الهجوم نفذه إرهابيو حزب العمال الكردستاني الذين اختطفوا سيارته بعد مقتل طبيب بيطري في قيصري. (وكالات، 2023/10/02)

 

التعليق:

 

بعد إسقاط الخلافة في 3 آذار/مارس 1924م، تم تقسيم البلاد الإسلامية على أساس العرق والإقليم إلى ما يزيد على 50 كياناً، ونُصّب على كل منها أنظمة مبنية على العلمانية والقومية، وهي مرتبطة بالغرب من القلب. وتمّ زرع الحكام الخونة الذين لم يترددوا في خيانة شعوبهم على رؤوس هذه الأنظمة. لقد نفّذ الغرب الكافر المستعمر من خلال هذه الأنظمة كل أنواع الفتنة والشّر من أجل منع الأمة الإسلامية التي تعيش كجسد واحد في ظلّ الدولة الإسلامية، بأخطائها وعيوبها منذ قرون، من لم الشمل. لقد فرض الرويبضات على المسلمين العلمانية والقومية والوطنية حتى لا يعود الإسلام إلى الحكم، وحتى لا تجتمع الأمة.

 

إن البلاد التي لا يكفي فيها فرض الأفكار والقوانين، خاصّةً تلك التي تتمتع بديناميكية قوية عند عودة الإسلام، لجأت هي الأخرى إلى أسلوب الإرهاب الغربي. وبهذا المعنى، تُعدّ تركيا من أكثر الدول التي ينتشر فيها الإرهاب، وتحارب التنظيم الإرهابي منذ ما يقرب من 50 عاماً. وبعد بريطانيا التي لعبت الدور الرائد في تدمير الخلافة، انكشف تنظيم حزب العمال الكردستاني بإشعال نار الفتنة على يد الرجال الذين جندتهم أمريكا من الأتراك والأكراد. وهكذا بدأ الكفار المستعمرون في استخدام الإرهاب كسلاح من أجل إضعاف قوة تركيا وتعطيل السلام المجتمعي وتحقيق مصالحهم في تركيا.

 

إن الإرهاب هو شكل من أشكال العنف السياسي وأصله هو الغرب الكافر المستعمر. يستخدم الإرهابيون أحياناً الشوارع والمراكز التجارية التي ينشغل فيها الناس. ويهدف إلى إثارة الخوف في المجتمع من خلال استهداف الأماكن. وفي بعض الأحيان يهدف أيضاً إلى تقديم رسالة تحذير وتخويف تستهدف أهدافاً محددة ومحدودة.

 

إن العمل الإرهابي الذي استهدف وزارة الداخلية في أنقرة يشبه هذه الرسالة. حيث يشار إلى أن الهجوم يأتي بعد العمليات التي قامت بها وزارة الداخلية ضد التنظيمات الإجرامية وتجار المخدرات في الأشهر الأخيرة، خاصة مقتل شخصيات بارزة في تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي بغارات جوية. وكان وزير الداخلية الجديد علي يرلي كايا، الذي تولّى منصبه بعد الانتخابات التي أجريت في الفترة من 14 إلى 28 أيار/مايو، قد أعطى رسالة مفادها أن هذه العمليات ستستمر بلا هوادة، وأنه سيتمّ قتال هذه المنظمات بلا هوادة. لذلك فإن الهجوم الذي تمّ تنفيذه بواسطة انتحاري هو رد على عمليات وزارة الداخلية. وفي الوقت نفسه، فإن حزب العمال الكردستاني، الذي يتسلح بذراعه مع تجار المخدرات ويكسب دخلاً كبيراً منها، يرسل رسالة مفادها أنه لم يفقد قدرته على التعامل مع هذا الهجوم الإرهابي، وأنه قادر على العمل في قلب أنقرة. وقد ردّت الحكومة فور وقوع العمل الإرهابي بشن غارات جوية على أهداف حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وإطلاق عمليات اعتقال على المستوى المحلي.

 

ومن ناحية أخرى، يثير هذا الهجوم تساؤلات حول مدى فعالية الاستخبارات. كيف لا يستطيع المسؤولون الحكوميون، الذين يقولون إنهم يعرفون الإرهابيين حتى مقاس أحذيتهم، منع هذا العمل؟! إلى جانب كل هذا، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن البيئة السياسية التي ستتشكل بعد الهجوم ستزيد من الكراهية لحزب العمال الكردستاني، وحزب الشعوب الديمقراطي، وستعزّز الدعم للحكومة.

 

ونتيجة لذلك، عندما يقوم شخص ما بإعطاء رسالة سياسية، فإن شعبنا المسلم هو الذي يتأثر حقاً هنا. وبينما يعاني شعبنا المسلم من مشاكل كثيرة، خاصة الاقتصادية، فإن المخاوف الأمنية تُفرض عليه. إن حقيقة أن إدارة حزب العدالة والتنمية هي التي شكلت النظام الجمهوري، الذي عفا عليه الزمن وغير قادر على ضمان أمن المجتمع، تحت اسم "قرن تركيا"، لا يمكن أن تخفي فشل النظام العلماني. كما أصبح من الواضح أن النظام الذي لم يملأ وقته إلاّ بتغيير الأشخاص في إدارة الدولة، لا يمكن أن يعطى ماء الحياة.

 

إن الغرب الكافر المستعمر، خاصة أمريكا وحلف شمال الأطلسي، ينتج ويدعم الأنشطة الإرهابية في منطقتنا، ويضع الخطط والمناورات من أجل إبقاء منطقتنا في بيئة دائمة من عدم الاستقرار والفوضى والأزمات والصراعات، فضلاً عن أنّ الحكومة تعتبرهم أصدقاء وحلفاء رغم الأنشطة العدائية الواضحة لأمريكا وأوروبا وحلف شمال الأطلسي، وهي السّبب الرئيسي لهذه الأعمال الدنيئة.

 

وبطبيعة الحال فإن الصيغة الوحيدة للخروج من بيئة الصّراع المظلمة هذه هي التخلص من الأساس العلماني لإدارة الدولة وتطهير هذه الأراضي مع كل امتدادات المستعمرين من خلال الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستحمي البلاد وحياة الأمة وأموالها وأمنها وفق أوامر الله سبحانه، استنادا إلى العقيدة الإسلامية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أمين يلدريم

 

آخر تعديل علىالخميس, 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع