- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ننصر غزة؟
الخبر:
تدمير غزة وقتل أهلها وتهجيرهم من قبل كيان يهود.
التعليق:
منذ السابع من الشهر الجاري تُدمّر غزة ويُقتل أهلها ويهجّرون ويحاصرون حصارا شديدا بالرغم من حدودهم مع مصر أم الدنيا! وبالرغم من ساحلهم البحري، ويمنع عنهم الغذاء والدواء والماء والوقود وحتى الكهرباء… ولم تسلم دور العبادة من القصف، فقد دمر قرابة عشرين مسجدا وكنيسة بالإضافة إلى المستشفيات والإسعافات وحتى المخابز، واستشهد أكثر من خمسة آلاف شهيد وخمسة عشر ألف جريح وقرابة ألف وخمسمئة مفقودون تحت الأنقاض معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وقد تظاهر ملايين المسلمين في معظم بلاد العالم تأييدا لغزة، وقنت عشرات الملايين في صلواتهم ودعوا لهم بالفرج والنصر، وجمعت التبرعات لهم بالملايين التي لم يصل منها شيء بسبب الحصار الشديد، وقد استنكر بعض حكام المسلمين إجرام يهود ودعوا إلى وقف الحرب، وعقدوا مؤتمرا دوليا في مصر سموه "مؤتمر السلام" ودعوا فيه إلى تنفيذ المشروع الأمريكي حل الدولتين الذي يرفضه اليمين المتطرف والدولة العميقة في كيان يهود، وقد رد يهود بعد يوم على المؤتمر بقصف من دبابة يهودية لموقع عسكري مصري زعمت أنه بالخطأ وما هو إلا رسالة لمصر. وحتى كتابة هذا البيان فلا زال عداد القتلى والجرحى يرتفع والدمار يزداد طالما لم يردع يهود أحد.
أيها المسلمون: إن تدمير غزة وقتل أهلها وتهجيرهم ليس بزلزال أو إعصار، إنما هو إجرام كيان غاصب حاقد، لذا فإن نصرة غزة وأهلها وحل قضية فلسطين لا يكون بالدعاء والبكاء والصلاة، ولا بجمع التبرعات، وهل تغني تلك الأمور عن إنقاذ غريق أو حريق أو شفاء مريض؟! وكذلك لا تغني عن نصرة أهل غزة وحل قضية فلسطين، إنما تكمن النصرة بتحريك الجيوش المدربة والمسلحة والتمرد على حماة يهود من حكام المسلمين وإعلان الجهاد، وإن جيشا من جيوش المسلمين كجيش الأردن أو الجيش المصري بإمكانه نصرة غزة وإزالة كيان يهود، فضلا عن بقية جيوش المسلمين، فعلى شعوب المسلمين التحرك أمام الثكنات ومخاطبة الجيوش، وعلى العلماء والمفكرين بيان الحكم الشرعي في وجوب نصرة أهل القوة المستضعفين وحرمة المكوث في الثكنات لحماية عروش الطغاة!
أيتها الجيوش المسلمة: أما آن لكم أن تنفضوا غبار الذل عنكم وتنصروا دين الله؟! أترضون بحياة الذل لكم وسخط الله عليكم ببيعكم آخرتكم بدنيا الطغاة؟! ألا تعلمون أن قول الله سبحانه: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ ينطبق عليكم؟! فأين فرعون وجنوده وأين النمرود ودولته! إنكم راحلون إلى الله، ولن يغني عنكم شيء من الله إلا ما قدمتم، وها هو المجد ينتظر أهله منكم، فادخلوا التاريخ من أوسع أبوابه بتحقيق وعد الله سبحانه بالاستخلاف والتمكين لدينه وأوليائه والقضاء على يهود، وقد رأيتم وهنهم وهشاشة جندهم الذين لا يقوون على مواجهتكم فانفروا في سبيل الله وقاتلوا أعداء الله.
قال رسول الله ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان